USATODAY.com News

Sunday, June 1, 2014

Tuesday, January 28, 2014

على اسم مصر-> صلاح جاهين >




على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
باحبها وهي مالكه الأرض شرق وغرب
وباحبها وهي مرميه جريحة حرب
باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب
على اسم مصر
مصر النسيم في الليالي وبياعين الفل
ومرايه بهتانة ع القهوة .. أزورها .. واطل
القى النديم طل من مطرح منا طليت
والقاها برواز معلق عندنا في البيت
فيه القمر مصطفى كامل حبيب الكل
المصري باشا بشواربه اللي ما عرفوا الذل
ومصر فوق في الفراندة واسمها جولييت
ولما جيت بعد روميو بربع قرن بكيت
ومسحت دموعي في كمي ومن ساعتها وعيت
على اسم مصر
مصر السما الفزدقي وعصافير معدية
والقلة مملية ع الشباك .. مندية
والجد قاعد مربع يقرا في الجرنال
الكاتب المصري ذاته مندمج في مقال
ومصر قدامه اكتر كلمة مقرية
قريتها من قبل ما اكتب اسمي بإيديا
ورسمتها في الخيال على أبدع الأشكال
ونزلت أيام صبايا طفت كل مجال
زي المنادي وفؤادي يرتجف بجلال
على اسم مصر
شفت الجبرتي بحرافيش الحسين وبولاق
بإبن البلد ماشي زي النمس في الأسواق
بالفلاحين ع المداخل من بعيد وقريب
بالأرنؤوط بالشراكسة بكل صنف عجيب
مترصصين سور رهيب مزراق
في ريح مزراق
كأنهم لا بشـر ولا خلقـة الخـلاق
ومصر فلاحة تزرق بين رقيب ورقيب
من غير أبو الهول ما ينهض ناهضة شايله حليب
والصبح بدري الجبرتي ينام وقلمه يسيب
على اسم مصر
والمس حجارة الطوابي وادق بكعابي
يرجع لي صوت الصدى يفكرني بعذابي
يا ميت ندامة على أمة بلا جماهير
ثورتها يعملها جيشها ومالها غيره نصير
والشعب يرقص كأنه عجوز متصابي
إنهض من القبر احكي القصة يا عرابي
يطل لي رافع الطهطاوي م التصاوير
شاحب ومجروح في قلبه وجرح قلبه خطير
وعيونه مغرورقين بيصبوا دمع غزير
على اسم مصر
مالك سلامتك بتبكي ليه يا طهطاوي
قال لك عرابي .. انكسر بسلاح أوروباوي
وسلاح أوروبا ماهواش المدافع بس
ده فكر ناقد مميز للثمين والغث
قلناها ميت ألف مرة ألف مرة بصوت جهيرداوي
بس الحماقة لاليها طبيب ولا مداوي
ولا حد م الخلق بالخطر اللي داخل حس
الغفلانين اللي خلوا العقل صابه مس
قالوا الخطر هو فكر أوروبا لو يندس
على اسم مصر
أحسنت في القول صحيح يا ولد يا متنبي
جبت اللي جوه الفؤاد عن مصر متعبى
وحكمت بالعدل لكن بعضنا انظلموا
" يا أمة ضحكت من جهلها الأمم "
العلم كان عندنا من صغره متربي
لكنه هاجر وعدى البحر متخبي
لما الإيران هجموا ثم اليونان هجموا
ثم الرومان دمروا ثم التتار هدموا
ثم الجميع كل واحد جه مسح قدمه
على اسم مصر
والديك الفصيح م البيضه بيصيح
ويقول بالصريح
الفكر فوق في الشمال
يا الله الحقوه يا ولاد
لحقوه ولاد من ولاد الأغنيا الأسياد
وهم راجعين رموه في الباخرة
في البحرونزلوا حكموا في ظل الانجليز والقصر
ومصر في الشمس بتغربل كلام منعاد
عن ابن بنت ابن حنت وطارق ابن زياد
والانجليز راضية بالخطباء وخطب الفخر
خطيب يهز الرؤوس وخطيب يهز الخصر
وخطيب يموت موتة الأبطال قتيل القهر
على اسم مصر
هل مصر موميا جميلة صورتها فوق النعش
يعشقها مجنون ينادي عليها ولا تطلعش
هل مصر نار صفصفت والنفخ فيها محال
والأرض نشعت على رمادها استحال أوصال
سألت أنا الرافعي كان عجٌز ولا بيسمعش
لكن عينيه كانوا يحكولي قصص ما اشبعش
يقولولي ماتخافش مصر بخير وعال
العال مصر الجبرتي
ومصر الرافعي حال غير الحال
انظر محمد فريد أعظم وأرقى مثا
لعلى اسم مصر
أنا اللي مشيت ادوٌر باشتياق وحنين
على مصر .. والمشي خدني من سنين لسنين
لحد ماسنيـنهـا وسنـيني بقم واحد
وعاصرتها يوم بيوم لم فاتني يوم واحد
وحضرت شاهد عيان مولد وموت ملايين
مازعلت من كلمة قد البركة في الجايين
مين هم دول يا جدع .. ما توحد الواحد
البركة فينا وفي السامعين بالواحد
أنا قلتها بنرفزة .. من غيرة الواحد
على اسم مصر
مصر الرمال العتيقة وصهدها الجبار
والنيل كخرطوم حريقه وحيد في وسط النار
في إيدين بشر نمل رايحه وجاية
ع الضفةفيهم مطافي وفيهم كدابين زفة
وفيهم اللي تعالى وقال أنا حكمدار
وكل باب م البيبان مقفول على اسرار
وكل سر بحريقة عايزة تتطفا
من أهلي تندهلي وتقوللي تعا اتدفا
أنا اللي عمري انكتب إلى يوم ما اتوفى
على اسم مصر
القاهرة في اكتئاب والأنس عنها غاب
من عتمة تدخل لعتمة كأنها ف سرداب
أو قرية مرمي عليا ضل هجانةالحظر
م المغربية بأمر مولاناومصر في الليل بتولد
والبوليس ع الباب
صبية ولاٌدة يابا ولحمها جلاب
طلع الصباح زغرطت في السكة فرحانه
على كتفها مولودتها لسه عريانه
وف لحظة كانت جميع الدنيا دريانة
على اسم مصر

Monday, December 16, 2013

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ




  علماء دانماركيون يؤكدون بدء الكون بالانهيار واقتراب يوم القيامة  


   
 علماء دانماركيون يؤكدون بدء الكون بالانهيار واقتراب يوم القيامة علماء دانماركيون يؤكدون بدء الكون بالانهيار واقتراب يوم القيامة يؤكد علماء دانماركيون أن يوم القيامة بات قريبا وعزوا ذلك إلى "انهيار الكون الداخلي"، مما سيؤدي إلى انتهائه قريبا بكل ما يحتويه من كائنات ومخلوقات، بما فيها البشر، وأنه سيعود كتلة صغيرة كما كان بحسب وصف هؤلاء. كما يرى العلماء أن نهاية الكون بدأت بالفعل مشيرين إلى أنه باستطاعتهم إثبات ذلك نظريا ورياضيا، وستعي البشرية أن الكون في طريقه إلى التحوّل إلى "كتلة صغيرة ساخنة جدا"، وأن الكون الذي يعرفه البشر سوف يتوقف عن التمدد. في الشأن ذاته يؤكد العلماء الدانماركيون أن "كل شيء في هذا الكون الأرض والرمال والماء والنباتات والكواكب والمجرات، سوف تصبح أثقل بملايين المرات مما هي عليه الآن" ، مما سيسفر عنه تضاعف الضغط على هذه المواد وأن العملية ستتواصل إلى أن يصبح كل شيء كتلة واحدة أشبه بكرة كبيرة. إلى ذلك أطلق المختصون على هذه الفترة الزمنية مصطلح "المرحلة الانتقالية" وشبهوها بالمرحلة التي يتحول فيها الماء إلى بخار، حينما يغلي الماء بشدة وهو ما يجعله يفقد قوته ومكوناته الأساسية. هذا ولم يشر العلماء الدانماركيون إلى الفترة الزمنية التي تستغرقها هذه "المرحلة الانتقالية". المصدر: RT + "الموجز"

http://arabic.rt.com/news/637488/ :روسيا اليوم





  1. يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ
 سورة الأنبياء  104_ 



-------------------------------------------------------
اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ

لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ

قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ

وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ

وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ

وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ

وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ

وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ

قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ

وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ

وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثْنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ


وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
سورة الزمر   62-75

Thursday, September 5, 2013

عقدة ماسادا


 مقال د. محمد المخزنجي



عندما يفكر فرد بطريقة تشبه تفكير فرد آخر، فعلينا تَوقع أن سلوكيهما سيكونان شديدى التشابه مهما كانا مختلفين فى الظاهر، وهذا ينطبق أيضا على الجماعات المحكومة بسلطة مركزية قوية أو قيادة شديدة السطوة، سواء كانت جماعات سياسية أو اجتماعية أو دينية أو غيرها، وهنا تبرز أهمية القراءة النفسية للظواهر قياسا على ما يشابهها، فمن هذه القراءة تُكتشف قوانين حاكمة للسلوك تُصاغ فى شكل تشخيصات نفسية تنبئنا بمآلات غير متوقعة، وتضع أيدينا على حقائق كانت خافية، وهذه إحدى مفاتن العلوم النفسية ومفاجآتها المدهشة. بل المذهلة فيما نحن بصدده، إذا قرأنا وقائع اعتصامى رابعة والنهضة الإخوانيين، فى ضوء ملامح أسطورة ماسادا العبرية!وبالطبع، أرانى فى حاجة على التأكيد أننى لا أبغى التعريض ولا الإساءة، بل نقل ما أدهشنى فى التشابه بين واقع حاضر وأسطورة قديمة، فى محاولة للفهم أعمق من القراءة السياسية، لأن الاعتصامين الإخوانيين، بمنظور السلوك البشرى الفردى والجمعى معا، كانا أكبر وأخطر من واقعة سياسية، وهما فى طريقهما إلى تكوين أسطورة جديدة على غرار الأسطورة العبرانية، مع احترام الفارق بين مُكونىّ الأسطورتين.

فى 12 يوليو 1971 ظهر لأول مرة فى الصحافة تعبير «عقدة ماسادا» ضمن عمود «ستيوارت ألسوب»، أحد مشاهير كُتَّاب مجلة «نيوزويك» ولم يلتفت إليه كثيرون، لكن ذلك التعبير صار ذائع الصيت بعد أن استخدمه الدكتور «جوزيف سيسكو»، أحد دهاقنة السياسة الخارجية والمخابرات الأمريكية، فالرجل كان سبيكة من الذكاء والدهاء والعلم ضمن كتائب «الصف الثانى» التى تُشغِّل «قلب المفاعل» فى الإدارة الأمريكية، ولا تظهر كثيرا للعيان، مقارنة برجال الصف الأول فى هذه الإدارة، التى يتصدرها أحيانا نجوم من صفيح، وممثلون من الدرجة الثانية، وأشباه جهلة. حصل جوزيف سيسكو على الماجستير ثم الدكتوراه من جامعة شيكاجو متخصصا فى الشئون السوفييتية فى ذروة سنوات «الحرب الباردة» بين القطبين الأمريكى والسوفييتى، وبدأ عمله فى المخابرات المركزية، ثم التحق بالخارجية وعمل تحت إدارة هنرى كيسنجر، اشتغل بأمور الشرق الأدنى وجنوب آسيا ثم أمسك بملفات الشرق الأوسط عام 1967 وصار « الوسيط» الأمريكى بين العرب وإسرائيل فى 1969، وأدى دوره لنجاح وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل على طول قناة السويس عام 1970، ولهذا علاقة بموضوعنا. بعد ذلك تقاعد الرجل من العمل فى الخارجية، وصار رئيسا للجامعة الأمريكية فى واشنطن، ثم انضم إلى فريق «سى إن إن» كمحلل سياسى وخبير فى شئون الشرق الأوسط!

إبان عمل جوزيف سيسكو على الملف العربى الإسرائيلى، أرادت الولايات المتحدة إعادة فتح قناة السويس فى ظل وقف إطلاق النار، وأيدها فى ذلك خصمها السوفييتى بعد موافقة مصر فيما يبدو ! لكن إسرائيل التى كانت لها قوات على الضفة الأخرى من القناة رفضت تلك الرغبة الأمريكية على لسان جولدا مائير! فكان أن اشتاط سيسكو غضبا وانفجر قائلا إن جولدا مائير وإسرائيل يعانيان من «عقدة ماسادا» (Masada complex)»، فصار التعبير عَلما فى الكتابات السياسية، ولم يدخل فى إطار مصطلحات علم النفس والطب النفسى إلا متأخرا، وإن كان دخوله الأول على يد غير متخصص هو المحلل السياسى لجريدة «جيروسالم بوست» «جاكوف رئيول»، الذى كتب فى 3 أغسطس 1971: «إن عقدة ماسادا إذا كانت موجودة، فهى ليست مجرد حالة شخصية ترتبط بالسيدة مائير، بل هى مرض نفسى قومى إسرائيلى»، واستخدمرئيول فى ذلك، المصطلح الطب نفسى: Neurosis، أى العُصاب!

أهاج ذلك جولدا مائير فانفلتت قائلة: «إذا كنا متهمين بأننا نعانى من عقدة ماسادا، فهذا صحيح، نحن أيضا نعانى من عقدة المذبحة pogrom complex، ونعانى من عقدة هتلر». حينئذ رد عليها ناقد الأدب العبرى «روبرت ألتر» قائلا: «أخشى أن إيقاد شعلة دائمة عند نصب تذكارى وإقامة مراسم احتفالية بأعلى صخرة ماسادا، يمكن أن ينقل إلى الحياة العامة ترجمة مشكوك فى دقتها لاستعارة أدبية، فحشد رئيسة الوزراء لتاريخ المحرقة، والمذابح، والحصار الذى تعانيه إسرائيل، كل ذلك تحت لافتة الماسادا، يمكن أن يشكل نوعا من التدويخ الشِعرى الذى يربك التفكير فى المشاكل السياسية المُلِحَّة».

لقد أوردت كل ما سبق من جدل داخل إسرائيل حول أسطورة ماسادا، لأبين مدى جدية وجرأة تناول الظواهر المخاتلة فى كيان هو ضئيل هزيل إذا ما قورن بحجم وإمكانات محيطه العربى الذى نكوِّنه، والذى لم يوقف تغولات هذا الكيان الضئيل حتى الآن، لسبب جوهرى بسيط وواضح هو افتقادنا لروح المكاشفة، والتى ما أن ينهض ببعض مهامها نفر منا حتى تنهال عليه الاتهامات واللعنات، وأعتقد أن مصير بحثى فى دلالات ومآلات أوجه التشابه بين أسطورة ماسادا الإسرائيلية واعتصامى رابعة والنهضة الإخوانيين، من زاوية نفسية، لن يجلب لى أقل من اللعنات ممن تقع على ملامحهم بقعة الضوء فتفزعهم، برغم أننى لا أقوم بذلك تشفيا ولا سخرية، يعلم الله، بل لأننى نفسى فى موقف الدهشة من ذلك التشابه العجيب بين ما يُفترض أنهما متناقضين أشد التناقض، ولأننى أود أن أنقل دهشتى إلى من يجدر بهم التأمل وإعادة التأمل من الشباب، خاصة هؤلاء الذين استغرقتهم أو أغرقتهم حالة اعتصامى النهضة ورابعة، دون أن تتاح لهم فى الحشد المعزول والمهتاج لحظة للتفكُّر، من بدء الاعتصامين وحتى فضهما وما ترتب عليه من نزيف دم واشتعال حرائق. وليصدق أو لا يصدق من يشاء، أننى مأخوذ بالبعد الملحمى فى الاعتصامين، ومتعاطف أشد التعاطف الإنسانى، لا السياسى، مع تراجيديا وقائعهما على مستوى أفراد الجمهور فيهما، لا قيادات منصة التحريض والشحن والخداع الذين أحسب الكثيرين منهم مجرمين فى حق هذا الجمهور قبل الجمهورية التى نحن جميعا مواطنيها.

بموازاة تناول الحس السياسى المجرد لمصطلح «عقدة ماسادا»، كانت هناك محاولات من الطب النفسى لنقل المصطلح إلى حقل التطبيقات النفسية، واستلزم ذلك ضبط وإضفاء توصيف «إكلينيكى» على المصطلح، فنشأ فى علم النفس السياسى كما فى الطب النفسى تشخيص «Masada Syndrome» أى متلازمة أعراض ماسادا، الذى ظهر متأخرا تبعا للمصدر المتاح لى فى مرجع الطب النفسى لدانيل بار، والمنشور فى نيويورك عام 1986، تحت عنوان «معالجة الضغوط النفسية الناشئة فى زمن الحرب». وفى العام نفسه قدَّم «برونيلومازل» تعريفا شارحا للمصطلح، نصه: «متلازمة ماسادا هى حالة أعضاء جماعة بشرية لديهم اعتقاد مركزى بأن بقية العالم خصوم يضمرون لهم نوايا سلبية». لكن المصطلح لم يتوقف عند تشخيص حالة نفسية جمعية، بل انتقل لتشخيص حالات فردية، منها حالة شهيرة فى عالمنا العربى وتاريخنا المؤلم القريب. ..






لم يتوقف تعبير «عقدة ماسادا»، أو «متلازمة ماسادا»، عند حدود توصيف سلوك الانتحار السياسى الجمعى، بل جرى استخدامه لتوصيف الانتحار السياسى الفردى، ففى محاضرة للدكتور «جيرولد بوست» مدير برنامج علم النفس السياسى بجامعة جورج واشنطن أمام لجنة خدمات القوات المسلحة فى مجلس النواب الأمريكى فى ديسمبر 1990، قُبيل ذهاب الولايات المتحدة للحرب مع العراق، قال إن صدام حسين وُصِف حديثا على لسان وزير الخارجية السوفييتى بريماكوف، وآخرين ممن التقوه للوساطة بأنه «يعانى عقدة ماسادا، فهو يفضل الموت استشهادا على الاستسلام»، ولم يكن الاستسلام المقصود حينها غير الموافقة على الخروج من الكويت التى كان يحتلها آنذاك، وكلنا يعرف مآل عناده وتشبثه برأيه الفردى فيما بعد، سواء خروجه الإجبارى باهظ التكلفة من الكويت، أو اجتلاب الاحتلال الأمريكى لبلاده، فلم يكن صدام هو الذى انتحر أو استُشهد لقاء عناده، بل كان الجيش العراقى هو الذى نُحِر ونُحِرت معه العراق، قبل هروبه ثم إمساكه وشنقه المرير.

بالطبع يمكن أن نلمح مُعادِلات موضوعية، مع الفارق، بين سلوك صدام وسلوك قادة اعتصام رابعة وزعماء منصتها، ونتائج هذا السلوك على جماهير المعتصمين الذين دُفع بهم إلى مواجهة عدمية تساوى الانتحار، بينما فر الزعماء والخطباء والمحرضون من المواجهة التى خططوا لها وحرضوا وشحنوا. وعندما نمد هذه المضاهاة مع زعماء حادثة أو أسطورة ماسادا، سنكتشف مدى غياب المصداقية، عند صدام كما عند زعماء وخطباء ومُحرضى رابعة ومُنظِّرى تأجيجها. وسيلزمنا قبل أن نخوض فى هذه المقارنات واستخلاص نتائجها، أن نعود إلى موضوع الماسادا، وملابساتها التاريخية، كما الانتهازية الصهيونية وأساليبها المعادية للتاريخ استهدافا لاستثمار تلك «الأسطورة»!

«ماساد»، أى القلعة، تقع على مرتفع صخرى منعزل على طرف الصحراء ووادى النهر الميت بفلسطين، ويصعد إليها درب متعرج يُسمَّى «ممر الثعبان»، ويُحكى أن هيرود «ملك اليهود» الذى ولَّاه الرومان على القدس أقام فى المكان قلعة حصينة، وبعد فجوة غامضة من الزمن تحولت القلعة إلى ثكنة للحامية الرومانية، ومع اندلاع حرب بين اليهود وبعضهم البعض هرب مناحم بن يهودا الجليلى من القدس ومعه جماعته من اليهود «القنائين»، وهاجموا القلعة واحتلوها بالحيلة والخداع، وبعد قتل مناحم بن يهودا حل بمكانه ابن أخيه أليعازر، وفى عام 72 بعد الميلاد حاصر الحاكم الرومانى فلافيوس القلعة لفترة طويلة حتى عثر على ثغرة فى سورها تمكنه من ولوجها عام 73، عندئذ راح أليعازر يقنع أتباعه فى القلعة، وكان عددهم 960 رجلا وامرأة وطفلا، بأن ينتحروا أفضل من الوقوع بين أيدى الرومان، وقد فعلوا ذلك، واختتموا فعلتهم بحرق الأبنية ومخازن الغذاء قبل أن يقضى آخر فرد منهم، الذى كان على الأرجح زعيمهم أليعازر.

هذه الحكاية تحولت على يد الكيان الصهيونى إلى أسطورة تنضاف إلى أسطورة شمشون وتُكرِّس لدعاية «الشعب الانتحارى» الذى لا يستسلم، برغم أن الانتحار محرم فى الديانة اليهودية كما فى كل الديانات السماوية، ووصل الأمر بالتكريس إلى تحويل صخرة «ماسادا» إلى مكان به نصب تذكارى وشعلة لا تنطفئ، يذهب إليه القادة العسكريون ليقسموا يمين ولائهم، كما أنهم حولوها إلى مزار سياحى وقِبلة لزيارات طلاب المدارس، وحتى يُحكموا تجسيد أسطورتهم حاولوا تلفيق حفريات تدل على واقعية الأسطورة، تولاها الجنرال يجال يادين القائد العسكرى السابق والمؤرخ اللاحق، لكن هذه الحفريات لم تثبت شيئا من الحقيقة للأسطورة، التى كان راويها الأصلى محل ريبة، حتى من مؤرخين إسرائيليين وباحثين نسفوا مصداقية هذه الأسطورة وعرُّوا مراميها.

الباحثة اليهودية ويسى روز مارين فى 24 أغسطس 1973 قالت لجريدة «جويش بوست» إن نتائج ماقامت به من دراسات تؤكد أن ماسادا محض خرافة وأنه لا دليل على صحة الاكتشافات الأثرية للجنرال يادين التى تستند إليها هذه القصة». كما أن دارسى تاريخ أليعازر قائد هذه الأسطورة، أثبتوا أنه فى الواقع: «كان أحد خوارج ثلاثة تسببوا فى خراب القدس، وكان جبارا فاتكا داعرا حراميا، وأن جماعته كانت من الحرامية وأهل الشر»، وهذه الشهادة تتسق مع حقيقة فرقة «القنائين» التى كانت تضم طائفة من حثالة اليهود المتعصبين الذين يتسم فكرهم بشعبيته المبتذلة المشبعة بالخرافات، وكانوا يناصبون غيرهم من اليهود العداء، ويروعونهم بأعمال القنص والفوضى إضافة للنهب والفتك، فكان يُطلق عليهم اسم «السفَّاكون». أما المفارقة الناسفة لرومانسية هذه الأسطورة، فكانت حقيقة راويها ومصدرها الوحيد «يوسيفوس فلافيوس»، فقد كان يهوديا بلا ضمير، خان قومه حين سلم للرومان عام 66 ميلادية المنطقة التى كان يحكمها، ثم هرب إلى روما حيث كتب «تاريخه»، وعلى الأرجح كان فى اختلاقاته يحاول التماس الأعذار عن خيانة بنى جلدته، بتصوير الحرب اليهودية ضد الرومان على أنها من صنع المهووسين القنائين، أى أنها حرب لم يُرِدْها اليهود وإنما فرضتها عليهم جماعة من اللصوص لم تترك إثما إلا اقترفته».

هكذا تُصنع الأساطير الموغلة فى الغرابة، سواء كان لها ظل من الحقيقة، أو كانت مُختَلقة بالكُلية، ولا يمكن فهمها إلا بالعودة إلى بواعثها، التى هى مرضية بالضرورة، وثمة مسرد تاريخى طويل بحشد من وقائع وأساطير الانتحار الجماعى، تدفع غرابتها إلى البحث فى أحراش الآليات الدفاعية النفسية الغريبة فى نفوس البشر، وقد يرى البعض فى مضاهاتى لمُلابسات «اعتصام رابعة» بحالات الانتحار الجماعى فى الواقع التاريخى كما الأنساق الأسطورية نوعا من التشويه لسمو المشاعر ونبل الغايات التى كانت تكتنف جماهير هذا الاعتصام، وهنا أرانى أؤكد فصلى بين مُكونين، فبينما أستشعر صدق مشاعر الكثرة من جماهير هذا الاعتصام واستعدادهم الحقيقى للموت «استشهادا»، كما أُقنعوا أو اقتنعوا، ولا أقول بصحة هذه المشاعر رغم صدقها، أوقن فى كذب المحرضين على هذا الاستدراج للموت تحت مُسمَّى الشهادة، وهذا ما كشف عنه هروب جنرالات المنصة، ثم تهافت أقوالهم وتفاهة نفوسهم التى أسفرت عنها تداعياتهم حين القبض عليهم، كالتملص من تصريحاتهم وتحريضاتهم النارية السابقة، وادعاء معارضتهم لمحمد مرسى وأخطاء حُكمه، بل قول أحدهم إنه كان يكرهه! ثم هذا الإنكار الذليل لرموز ادعوا أنه لاصلة لهم بتنظيم الإخوان بينما هم من مشاهير قادته !

إنه لأمر محزن، أن أجد المضاهاة ممكنة بين أفَّاك أفَّاق مثل أليعازر قائد أسطورة ماسادا، وشخوص صالوا وجالوا على منصة رابعة ثم تولاهم ذعر وإنكار الفئران عند غرق السفينة. وإنه لأمر أكثر حزنا، أن تكون المضاهاة ممكنة أيضا، بين رواية تقول بأن الأطفال والنساء فى جوهر الماسادا لم ينتحروا بل نُحروا بنصل أليعازر وبطانته، وبين النساء والأبرياء من جماهير رابعة والنهضة الذين دُفعوا للانتحار فى مواجهة عدمية كان يمكن تحشايها، لولا تحريض ودفع ومحاصرة زعماء وَلُّوا الأدبار، وأبواق شحن آمنة تتنعم بعطايا الكفيل خارج الحدود، كل الحدود.

الرحمة لضحايا رابعة والنهضة، من الفتيات الصغيرات والشباب الغض خاصة، والذين أحسَبهم ببراءة الأعمار والقلوب شهداء عند علام الغيوب، وأحسَب وِزر دمائهم الأكبر فى رقبة من دفعوهم إلى الموت، بالخديعة، وتوزيع صكوك الشهادة، ودس المسلحين بين صفوفهم ليتساقط أكبر عدد منهم حين تبادُل إطلاق النيران، استثمارا لمظلومية يصنع منها «الزعماء» أسطورة، تُيسر عودة عصبتهم المستقوية بالغرب المُخاتل إلى قلعة فقدوها، ماسادا إخوانية، يصعد إليها درب متعرج وملتف وخبيث، ليس غريبا أن يتسمى أيضا «طريق الثعبان».

Sunday, September 1, 2013

ألهم اني أبرأ إليك

بالامس بغداد واليوم دمشق وغداً القاهرة ألا لعنه الله على الظالمين ألهم اني أبرأ إليك من الاسلاميين السياسيين  الذين هم ،أحكمهم جاهل ،وأعقلهم خائن، وقليلهم خفيض الصوت سقط للمتاع
وأبرأ إليك ممن امتلك الوسيله  و صمت عن الظلم والافساد  عشرات السنين وهو قادر على التغير ولكنه صمت لاجل مصلحه شخصيه أو خنوثه في همته    .
0

بغداد لا تتألمي 
  مادام يحكمنا الجنون، سنرى كلاب الصيد تلتهم الأجنة في البطون
سنرى حقول القمح ألغاماً وضوء الصبح ناراً في العيون
سنرى الصغار على المشانق في صلاة الفجر جهراً يصلبون
ونرى على رأس الزمان عويل خنزيرٍ قبيح الوجه
يقتحم المساجد والكنائس والحصون
وحين يحكمنا الجنون .. لا زهرة بيضاء تشرق
فوق أشلاء الغصون
لا فرحة في عين طفل نام في صدر حنون
لا عدل... لا قانون... لا حق ... ولا عرض مصون
وتهُون أقدار الشعوب وكل شيء قد يَهُون
ما دام يحكمنا الجنون
أطفال بغداد الحزينة يسألون
عن أي ذنبٍ يُقتلون
يترنحون على شظايا الجوع يقتسمون خبز الموت . . . ثم يودعون
شبح الهنود الحمر يظهر
في صقيع بلادنا
ويصبح فينا الطامعون
من كل صوبٍ قادمون
من كل جنسٍ يزحفون
تبدو شوارعنا بلون الدم
والكهان في خمر الندامة غارقون
تبدو قلوب الناس أشباحاً
ويغدو الحلم طيفاً عاجزاً بين المهانة والظنون
هذي كلاب الصيد فوق رؤوسنا تعوي
ونحن إلى المهالك مسرعون
أطفال بغداد الحزينة
في الشوارع يصرخون
جيش التتار يدق أبواب المدينة كالوباء
ويزحف الطاعون
أحفاد هولاكو على جثث الصغار يزمجرون
جثث الهنود الحمر تطفو
فوق أعمدة الكنائس والثرى يغلي
صراخ الناس يقتحم السكون
أنهار دم فوق أجنحة الطيور الجارحات
مخالب سوداء تنفد في العيون
مازال دجلة يذكر الأيام . . .
والماضي البعيد يطل من خلف القرون
عَبَر الغزاة هنا كثيراً . . . ثم راحوا
أين راح العابرون ؟!
هذي مدينتنا . . وكم باغٍ أتى
ذهب الجميع ونحن فيها صامدون
سيموت هولاكو. . . ويعود أطفال العراق
أمام دجلة يرقصون
لسنا الهنود الحمر حتى تنصبوا فينا المشانق
في كل شبر من ثرى بغداد
نهراً . . . أو نَخِيلاً . . . أو حدائق
وإذا أردتم سوف نجعلها بنادق
سنحارب الطاغوت فوق الأرض
بين الماء . . . في صمت الخنادق
إنا كرهنا الموت . . . لكن
بأمر الله نشعلها حرائق
أطفال بغداد الحزينة . . . يرفعون الآن رايات الغضب
بغداد في أيدي الجبابرة الكبار
تضيع منا . . . تغتصب
أين العروبة والسيوف البِيض
والخيل الضواري والمآثر والنسب
أين الشعوب . . . وأين حكام العرب ؟
في معبد الطغيان يبتهل الجميع
ولا ترى غير العجب
البعض منهم قد شجب
والبعض في خزيٍ هرب
هناك من خلع الثياب لكل من هب ودب,
في ساحة الشيطان تقرأ سورة الدولار
يسعى الناس أفواجاً إلى حيث الغنائم والذهب
والناس تسأل عن بقايا أمة
تدعى العرب . . .
كانت تعيش من المحيط إلى الخليج
ولم يعد
في الكون شيء من مآثر أهلها
ولكل مأساة سبب
باعوا الخيول . . . وقايضوا الفرسان
في سوق الخطب
فليسقط التاريخ . . . و لتحيا الخطب
أطفال بغداد الحزينة يصرخون
يأتي إلينا الموت
في لِبْس الصغار
يأتي إلينا الموت . . . في اللعب الصغيرة
في الحدائق . . . في الأغاني
في المطاعم . . . في الغبار
تتساقط الجدران فوق مواكب التاريخ
لا يبقى لنا منها . . . جدار
عار على زمن الحضارة أي عار
من خلف آلاف الحدود
يطل صاروخ لقيط الوجه
لم يُعرف له أبداً مدار
ويصيح فينا
" أين أسلحة الدمار ؟ "
هل بعد موت الضحكة العذراء فينا
سوف يأتينا النهار
الطائرات تسد عين الشمس
والأحلام دوماً في انتحار
فبأي حق تهدمون بيوتنا
و بأي قانون تُدَمَّر ألف مئذنة وتنفث سيل نار
تمضى بنا الأيام في بغداد
من جوع . . . إلى جوع
ومن ظمأ . . . إلى ظمأ
ووجه الكون جوع ... أو حصار
يا سيد البيت الكبير
يا لعنة الزمن الحقير
في وجهك الكذاب تخفي ألف وجه مستعار
نحن البداية في الرواية ثم يرتفع الستار
هذي المهازل لن تكون نهاية المشوار
هل صار تجويع الشعوب
وسام عز و افتخار ؟!
هل صار قتل الناس في الصلوات
ملهاة الكبار ؟!
هل صار قتل الأبرياء
شعار مَجْدٍ و انتصار
أم أن حق الناس في أيامكم
نهْب . . . وذُل . . . وانكسار
الموت يسكن في كل شيء حولنا
ويطارد الأطفال من دار لدار
مازلت تسأل
" أين أسلحة الدمار ؟ "
أطفال بغداد الحزينة في المدارس يلعبون
كرة هنا . . . كرة هناك
طفل هنا . . . طفل هناك، قلم هنا . . . قلم هناك
لغم هنا . . . موت . . هلاك
بين الشظايا زهرة الصبار تبكى
والصغار على الملاعب يسقطون
بالأمس كانوا ...
كالحمائم في الفضاء يحلقون
بغداد يا بلد الرشيد
يا قلعة التاريخ والزمن المجيد
بين ارتحال الليل
والصبح المجنح لحظتان
موت . . . وعيد... ما بين أشلاء الشهيد
يهتز عرش الكون في صوت الوليد
ما بين ليل قد رحل
ينساب صبح بالأمل
لا تجزعي بلد الرشيد
لكل طاغية أجل
طفل صغير ذاب عشقاً في العراق
كراسة بيضاء يحضنها
وبعض الفل . . بعض الشعر والأوراق
حصالة فيها قروش
من بقايا العيد . . .
دمع جامد يخفيه في الأحداق
عن صورة الأب الذي قد غاب يوما ... لم يعد
وانساب مثل الضوء في الأعماق
يتعانق الطفل الصغير مع التراب
يطول بينهما العناق
خيط من الدم الغزير يسيل من فمه
يذوب الصوت في دمه المراق
تخبو الملامح ... كل شيء في الوجود
يصيح في ألم ... فراق
والطفل يهمس في أسى
أشتاق يا بغداد تمرك في فمي
من قال أن النفط أغلى من دمي
بغداد لا تتألمي
مهما تعالت صيحة الطغيان في الزمن العَمِي
فهناك في الأفق البعيد صهيل فجر قادمِ. في الأفق يبدو سرب أحلام يعانق
أنجمي
مهما توارى الحلم في عينيك
قومي .... واحلمي
و لتنثري في ماء دجلة أعظُمي
فالصبح سوف يطل يوماً
في مواكب مأتمي
بغداد لا تستسلمي
بغداد لا تستسلمي
من قال إن النفط أغلى من دمي؟
 فاروق جويدة

Tuesday, April 30, 2013

حاتم الأصم




حاتم الأصم

الزاهد القدوة الرباني، أبو عبد الرحمن ، حاتم بن عنوان بن يوسف البلخي الواعظ الناطق بالحكمة ، الأصم ، له كلام جليل في الزهد والمواعظ والحكم ، كان يقال له : لقمان هذه الأمة .

روى عن : شقيق البَلْخي ، وصحبه ، وسعيد بن عبد الله الماهِياني، وشداد بن حكيم ، ورجاء بن محمد وغيرهم ، ولم يرو شيئا مسندا فيما أرى

روى عنه :

 مخاطبا نفسه: انت اهون على الله من ان تجوع.. انما يجوع محمد واصحابه .

روى عنه : عبد الله بن سهل الرازي ، وأحمد بن خضرويه البلخي ، ومحمد بن فارس البلخي ، وأبو عبد الله الخواص ، وأبو تراب النَّخْشَبي ، وحمدان بن ذي النون ، ومحمد بن مكرم الصفار ، وآخرون . واجتمع بالإمام أحمد ببغداد .

قيل له : على ما بنيتَ أمرك في التوكل ؟ قال : على خصال أربعة : علمت أن رزقي لا يأكله غيري ، فاطمأنت به نفسي ، وعلمت أن عملي لا يعمله غيري ، فأنا مشغوله به ، وعلمت أن الموت يأتي بغتة ، فأنا أبادره ، وعلمت أني لا أخلو من عين الله ، فأنا مستحي منه .

وعنه : من أصبح مستقيما في أربع فهو بخير : التفقه ، ثم التوكل، ثم الإخلاص ، ثم المعرفة .

وعنه : تعاهد نفسك في ثلاث : إذا عملت ، فاذكر نظر الله إليك ، وإذا تكلمت ، فاذكر سمع الله منك ، وإذا سكتَّ ، فاذكر علم الله فيك .

قال أبو تراب : سمعت حاتما يقول : لي أربعة نسوة ، وتسعة أولاد ، ما طمع شيطان أن يوسوس إليَّ في أرزاقهم . سمعت شقيقا يقول : الكسل عون على الزهد .

وقال أبو تراب : قال شقيق لحاتم : مُذْ صحبتني ، أي شيء تعلمت مني ؟ قال : ستَّ كلمات : رأيت الناس في شك من أمر الرزق ، فتوكلت على الله . قال الله تعالى : وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا .

ورأيت لكل رجل صديقا يفشي إليه سره ، ويشكو إليه ، فصادقت الخير ليكون معي في الحساب ، ويجوز معي الصراط .

ورأيت كل أحدٍ له عدو ، فمن اغتابني ليس بعَدُوِّي ، ومن أخذ مني شيئا ليس بعدُوِّي ؛ بل عدوي من إذا كنت في طاعة ، أمرني بمعصية الله ، وذلك إبليس وجنوده ، فاتخذتهم عدوا وحاربتهم .

ورأيت الناس كلهم لهم طالب ، وهو ملك الموت ، ففرَّغت له نفسي .

ونظرت في الخلق ، فأحببت ذا ، وأبغضت ذا . فالذي أحببته لم يعطني ، والذي أبغضه لم يأخذ مني شيئا ، فقلت : من أين أُتيت ؟ فإذا هو من الحسد فطرحته ، وأحببتُ الكل ، فكل شيء لم أرضَه لنفسي لم أرضه لهم .

ورأيت الناسَ كلهم لهم بيت ومأوى ، ورأيت مأواي القبر ، فكل شيء قدرت عليه من الخير قدمته لنفسي لأعمر قبري .

فقال شقيق : عليك بهذه الخصال .

قال أبو عبد الله الخواص : دخلت مع حاتم الأصم الري ، معنا ثلاث مائة وعشرون رجلا نريد الحج ، عليهم الصوف والزَّرْبَنَانْقَاتُ ، ليس معهم جِرابٌ ولا طعام .

قال الخطيب : أسند حاتم بن عنوان الأصم ، عن شقيق ، وسمى جماعة .

ويروى عنه قال : أفرح إذا أصاب من ناظرني ، وأحزن إذا أخطأ .

وقيل : إن أحمد بن حنبل خرج إلى حاتم ، ورحب به ، وقال له : كيف التخلص من الناس ؟ قال : أن تعطيهم مالك ، ولا تأخذ من مالهم ، وتقضي حقوقهم ، ولا تستقضِ أحدا حقك ، وتحتمل مكروههم ، ولا تكرههم على شيء ، وليتك تَسْلَم .

وقال أبو تراب : سمعت حاتما يقول : المؤمن لا يغيب عن خمسة : عن الله ، والقضاء ، والرزق ، والموت ، والشيطان .

وعن حاتم قال : لو أن صاحب خبر جلس إليك ، لكنت تتحرز منه ، وكلامك يعرض على الله فلا تحترز ! .

قلت : هكذا كانت نكت العارفين وإشاراتهم ، لا كما أحدث المتأخرون من الفناء والمحو الجمع الذي آل بجهلتهم إلى الاتحاد ، وعدم السِّوَى .

قال أبو القاسم بن منده ، وأبو طاهر السلفي : توفي حاتم الأصم -رحمه الله- سنة سبع وثلاثين ومائتين .

Friday, March 29, 2013

عبدالفتاح الصبحى- دستور البلاد المرتجى

- الآن نعرف أن دستور البلاد المرتجى
سنخطه بالدم فى وضح النهار
ونقول للشمس التى احتجبت
وراء غبار أرتال التتار
لا تحزنى..
هى جولة أخرى
ويسقط بؤس ما صاغوه
من كذب وتلفيق وعار
لا تحزنى هى جولة أخرى
وينكفئون نحو مضارب الأمس
الذى نسجوه من وبر الجهالة
والسعار
لا تحزنى
سيكون متسع من الزمن المطرز
بالمودة والمسرة والفخار
سيكون متسع من الوقت
وتتأملين رسوم من نقشوا
قلوبهم على صخر الجدار
وستسمعين غناء من رحلوا
وما غابوا وإن بعد المزار
ستشاهدين عيون من صمدوا
فما وهنوا ولا نشدوا السلامة بالفرار
وتعانقين وجوههم فى كل ميدان
وناصية ودار
لم يطلبوا مجدداً سوى رؤياك
يا شمس الحقيقة والعدالة
وابتسامات الصغار