USATODAY.com News

Tuesday, April 26, 2011

ما كتبه "مفكرو" مبارك عن الإسلام




د. محمد عمارة   |  26-04-2011 00:33

لقد بدأ حسني مبارك عهده – في أكتوبر سنة 1981م – بأن وضع – في الأدراج المغلقة – تلك المشاريع التي أنجزت في عهد السادات لتقنين الشريعة الإسلامية وفقه معاملاتها، كي تطبق بديلاً عن القانون الهجين، ذي الأصول الفرنسية "الذي فرضه الاستعمار الإنجليزي على مصر منذ سنة 1882م..

وفي هذا المناخ الفكري – الذي تم فيه الخلط بين "الإسلام" و"الإرهاب" والذي تم فيه استغلال ظاهرة العنف الديني لتكريس نظام حكم الدولة البوليسية – التي تقيم أجهزتها الأمنية "سلخانات" التعذيب للإسلاميين، في الوقت الذي تحرس فيه غلاة العلمانيين والزنادقة.. في هذا المناخ أصبح المستشار محمد سعيد العشماوي واحدًا من أبرز رجالات الفكر في عصر حسني مبارك "الذين بلغت استفزازاتهم للحس الإسلامي حدودًا غير مسبوقة في تاريخ الفكر المصري على الإطلاق.. ففي حماية مؤسسة الرئاسة – ومبارك شخصيًا – وفي حراسة مباحث أمن الدولة، توالت كتب العشماوي، التي قال فيها عن الإسلام:

"إنه تحول إلى اتجاه عسكري، وصيغة حربية منذ غزوة بدر، فتغيرت، وجهه، وأنزلق إلي مهوى خطير، وتبدل صميم شرعيته، فانحدرت إلى مسقط عسير، وطفح على وجهه كل صراع، فبثر بثوار غائرة، ونشر بقعًا خبيثة على وجه الإسلام، منذ غزوة بدر سنة 2 هـ - أي في عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم – وعلى يديه!!..

أما القرآن الكريم، فلقد كتب عنه العشماوي، فقال:

"رد إن النص القرآني قد ضيعت وحدته الإنسان المسلم، فأصبح إنسان النص لا المعني، إنسان النقل لا العقل، إنسان الحرف لا الروح !.. وأن هذا القرآن لم يطبق، في كل العصور الإسلامية، إلا كأمر شاذ، وعملة نادرة، أو كمجرد نزوة، في ظرف استثنائي.. وأن النص القرآني مازالت به حتى الآن أخطاء نحوية ولغوية !..

أما رسول الإسلام – صلى الله عليه وسلم – فهو – بنظر العشماوي:

"صاحب دعوى" – (أي أدعاء.. وليست "دعوة") !-.. وهو غير معصوم، إذ العصمة هي أفكار إسرائيلية دخيلة!.. وأن الرسول كان يحكم بوثيقة شبه جاهلية!.. ولقد عارضت كثير من القبائل ما فرضه عليهم من إتاوة أو رشوة يسوءهم أداؤهم ويذلهم دفعها!.. وإن الرسول كان يشجع شعر حسان بن ثابت "المقذع والبذئ " !!..

أما الخلافة الإسلامية، فلقد نشر منها العشماوي كتابًا – جرسه نظام مبارك – جاء فيه.. "إنها دولة عنصرية.. خلطت مقام النبوة بمنصب الخلافة.. وأن أبا بكر الصديق قد أحدث زيوغا في الخلافة، وحيودًا في الحكم، واشتدادًا في نزعة الغزو، وانتشار للجشع والفساد، واغتصابًا لحقوق النبي.. وأنه – ( أبو بكر ) – قد جاء بدين جديد غير دين محمد" !!..

تلك عينات – مجرد عينات – من " الفكر" الذي نشره المستشار محمد سعيد العشماوي، في عهد حسني مبارك.. والذي رعاه مبارك شخصيًا.. والذي حرست مباحث أمن الدولة صاحبه، الذي كان صديقا لسفير إسرائيل!..
 

مقاله علاء الاسوانى : ماذا قال النسناس فى حضرة الأسد؟


كتبهاعلاء الأسوانى ، في 29 مارس 2011 الساعة: 12:20 م



جريدة المصرى اليوم
بقلم   د. علاء الأسوانى    ٢٩/ ٣/ ٢٠١١

كانت الغابة جميلة، أراضيها شاسعة خصبة، وسكانها الحيوانات يعيشون فىخير وسلام، حتى تمكن من حكم الغابة فيل وأسد فاقتسما السلطة بينهما. الفيل أصبح ملك الغابة أما الأسد فصار حارسها الأمين. مارس الأسد مهمته بإخلاص وكفاءة. كان يجوب طوال الليل المناطق المتاخمة للغابة ويتطلع حوله فى حذر فإذا لمح حيوانا مفترسا متسللا انقض عليه بشجاعة قبل أن يمس سكان الغابة بسوء.. اكتسب الأسد تقدير الحيوانات واحترامها.

على عكس الفيل الذى كان ملكا ظالما وفاسدا واتخذ لنفسه أتباعا من فصيلتين: الخنازير الذين كانوا يسطون على قوت الحيوانات، وكانوا قذرين لدرجة أن رائحتهم الكريهة انتشرت فى أنحاء الغابة.. أما الذئاب فقد روعوا الحيوانات ونكلوا بكل من طالب بحقه. كم من حيوانات بريئة قتلتها الذئاب بدم بارد، لأنها أبدت اعتراضا على ما يفعله الملك الفيل.. تحملت الحيوانات ظلم الفيل سنوات طويلة حتى فاض بها الكيل ذات يوم فثارت وحدثت معركة لم تر الغابة لها مثيلا.. قاتلت الذئاب بشراسة دفاعاً عن الفيل، بينما اندفعت الحيوانات كلها ببسالة مدهشة، موجات وراء موجات، تقاتل باستماتة من أجل تحرير الغابة من الظلم.. قتلت الذئاب عشرات الحيوانات لكن الحيوانات ازداد إصرارها على النصر، وبعد يومين من القتال المرير أحست الذئاب بالإنهاك فلاذت بالفرار وتبعتها الخنازير وصارت الحيوانات الثائرة تحيط من كل جانب بالملك الفيل الذى خرج إليهم وسأل بصوت خائف مرتعش:

ــ ماذا تريدون منى..؟

صاحت الزرافة بحماس:

ــ كان يفترض أن نقتلك جزاءً عادلاً للجرائم البشعة التى ارتكبتها فى حقنا، لكننا لن نلوث ثورتنا النقية بدمائك. نريدك الآن أن تخرج من الغابة فلا نراك بعد ذلك أبدا.

قال الفيل:

ــ لو خرجت من الغابة سوف تحدث فوضى.

ــ الفوضى أنت الذى صنعتها بظلمك وفسادك.

فجأة هتفت الزرافة:

ــ ارحل.. ارحل

وجاوبتها أصوات الحيوانات الغاضبة من كل أنحاء الغابة: ارحل.. ارحل..

عندئذ أدرك الفيل العجوز أن عهده قد ولّى وطلب من الحيوانات إعطاءه مهلة ساعة واحدة حتى يدبر أمره. وافقت الحيوانات لكنها ظلت تراقب الفيل بانتباه لأنها كانت تعرف أنه خائن بطبعه. اختلى الفيل بالأسد خلف شجرة بعيدة ثم عاد الاثنان ورفع الفيل خرطومه وصاح:

- من الآن فصاعدا، سيكون الأسد مسؤولا عن حكم الغابة بدلا منى.

أطلقت الحيوانات صيحات الفرح لأنها كانت تحب الأسد وتثق فى شجاعته وأمانته.. لكن الأسد زأر وقال:

ــ أشكركم لكنى لن أستطيع أن أحكم الغابة وأقوم بحراستها فى نفس الوقت..

سأتولى الحكم لمدة أسبوع أو اثنين حتى تعثروا على ملك جديد.

أحست الحيوانات بارتياح وأعلنت موافقتها ثم عاد هتافها من جديد:

ــ ارحل.. ارحل

أذعن الفيل وحرك أذنيه الكبيرتين وتدلى خرطومه إلى أسفل واستدار مبتعدا عن الغابة التى حكمها فظلم أهلها ونهبهم وقمعهم. ظل يمشى والحيوانات تتبعه حتى وصل إلى ما بعد النهر.. عندئذ عادت الحيوانات واحتفلت بالحرية. كل حيوان عبّر عن فرحته بطريقته: الغزلان قفزت فى حركات رشيقة بارعة والنسانيس صرخوا وقفزوا من شجرة إلى أخرى والحمير الوحشية برطعوا وأطلقوا أصواتا خشنة مرحة حتى الأرانب البرية تشقلبوا على الأرض.. مرت أيام من السعادة أحست الحيوانات خلالها أنها تتنفس لأول مرة هواءً نقياً. بدا المستقبل، مهما حمل من مشكلات، مشرقا يبعث على التفاؤل. انقسم الرأى بين الحيوانات حول من يكون ملك الغابة.. هل هو الثعلب العجوز المعروف بدهائه وخبرته فى الحياة أم الزرافة الطيبة الشجاعة التى قادتهم أثناء الثورة..؟ بالرغم من حدة النقاش كان كل حيوان فخوراً بأنه سيشارك فىاختيار الملك القادم.. بعد أسبوع واحد حدث ما عكر الصفو، فقد عادت رائحة الخنازير الكريهة تفوح فى أنحاء الغابة، انزعجت الحيوانات بشدة وهرعت إلى الأسد لتستغيث به:

ــ أيها الأسد العظيم إننا نشم رائحة الخنازير الكريهة ومعنى ذلك أنهم عادوا يتجولون ليلا وسيسطون على طعامنا..

تطلع إليهم الأسد بنظرة غامضة وقال بهدوء:

- لا تقلقوا.. سأفعل اللازم.

انصرفت الحيوانات وقد تزايد قلقها، وفى اليوم التالى زادت الرائحة الكريهة مما يدل على أن الخنازير دخلت الغابة بأعداد أكبر وقبل أن يستوعب سكان الغابة هذه المفاجأة هوى على رؤوسهم نبأ صاعق: لقد هاجم عدد من الذئاب الغابة أثناء الليل وعاثوا فيها فسادا.. التهموا عددا كبيرا من الأرانب البرية وقتلوا حمارا وحشيا حاول التصدى لهم، كما هاجموا غزالة شابة جميلة فأصابوها بجراح خطيرة أدت إلى وفاتها.. هرعت الحيوانات إلى الأسد تستنجد به فتطلع إليها بنفس النظرة الغامضة وقال:

ــ تفضلوا بالانصراف وأنا سأفعل اللازم..

قالت الزرافة بنعومة وأدب:

ــ لكنك قلت لنا ذلك من قبل أيها الأسد العظيم.. لماذا لم تمنع الذئاب من دخول الغابة؟ لماذا لم تدافع عنا ونحن نيام كما كنت تفعل دائما..؟

زأر الأسد بضيق وصاح بصوت ينذر بالشر:

ــ ألا تفهمون.. قلت لكم سأفعل اللازم. انصرفوا.

انصرفت الحيوانات وهى تحس بأسى. قال الحمار الوحشى بصوته الأجش:

ــ ما جدوى الثورة التى قمنا بها إذا كانت رائحة الخنازير البشعة عادت من جديد والذئاب تهاجمنا وتقتلنا؟.. لقد عاد كل شىء كما كان فى عهد الفيل المخلوع..

وتمتمت الزرافة بصوت حزين:

- أنا لا أفهم ما يحدث.. إن الأسد يستطيع بسهولة أن يقضى على الخنازير والذئاب فلماذا يتركهم يدخلون إلى الغابة؟

ابتسم الثعلب وقال بمرارة:

ــ يا جماعة يبدو أننا خدعنا. لقد كنا ساذجين عندما صدقنا أن الأسد سيقف معنا ضد الفيل الظالم..

صاح قرد عجوز:

ــ لا تبالغ يا ثعلب.. لقد وقف الأسد معنا وساعدنا على طرد الفيل.

مدت الزرافة رقبتها وقالت:

ــ نعم. فعلا. الأسد تحكمه معايير الشرف ولقد انحاز إلى جانب الحق.

ابتسم الثعلب وقال وهو يلهث من الانفعال:

- هو شريف لاشك فى ذلك لكنه أقرب الأصدقاء إلى الفيل المخلوع.

ساد صمت عميق قطعه الثعلب قائلا:

ــ اسمعوا يا جماعة. عندى فكرة نتوصل بها إلى الحقيقة..

تطلعت الحيوانات باهتمام، فاستطرد:

ــ إذا كان الأسد يلتقى بالفيل المخلوع، فلاشك أنه يخرج لمقابلته أثناء الليل. نستطيع أن نبعث إليه بمن يراقبه فنفهم ماذا يحدث.

علت همهمات استحسان، وتحمس نسناس شاب وقال:

ــ أيها الثعلب.. أرجو أن تعهد إلىّ بهذه المهمة.. أنا سأراقب الأسد أثناء الليل.

تطلع الثعلب نحوه بحذر وقال:

ــ يا نسناس أنت تصلح للمهمة لأنك ذكى وسريع الحركة لكنى بصراحة أخاف من اندفاعك الطائش لأنك كثيرا ما تتصرف دون التفكير فى العواقب.

نط النسناس مرتين فى الهواء وأطلق صوتا كالصفير وقال:

ــ أيها الثعلب امنحنى هذه الفرصة وأنا أعدك بأن أتصرف بحكمة.

تلك الليلة ربض النسناس فوق غصن شجرة عالية على أطراف الغابة وظل يراقب الأسد وهو يطوف فى جولات حراسته المعتادة، وكم أحس بالحزن عندما رأى خنزيرين وذئبا يدخلون إلى الغابة أمام الأسد فينظر إليهم ولا يحرك ساكنا.. ظل النسناس يراقب الأسد من فوق الشجرة حتى وجده يتحرك بعيدا عن الغابة، عندئذ قفز النسناس بمهارة من شجرة إلى أخرى دون أن يغيب الأسد عن نظره. فى النهاية، رأى النسناس الأسد وهو يلتقى بالفيل المخلوع الذى بدا وكأنه ينتظره، انتبه النسناس واستمع بالكامل إلى الحوار بين الأسد والفيل.. فى اليوم التالى ذهبت الحيوانات تشكو إلى الأسد من جديد: إن رائحة الخنازير الكريهة صارت لا تحتمل، كما أن الذئاب أصبحت تغير على الغابة كل ليلة.. تثاءب الأسد وقال بهدوء:

ــ سوف أحقق فى هذا الأمر.

هنا اندفع النسناس قائلا:

ــ سيدى الأسد إنك لن تفعل شيئا لمنع الخنازير والذئاب.

تطلع الأسد إلى النسناس بنظرة متفحصة ثم أطلق زئيرا مخيفا وصاح:

ــ كيف تجرؤ أيها النسناس على الحديث إلىَّ بهذه الطريقة؟!

ساد صمت عميق وقفز النسناس كالعادة من فرط الانفعال ثم قال:

ــ أيها الأسد.. لقد رأيتك وأنت تقابل الفيل المخلوع وسمعت الحديث الذى دار بينكما.

بدت الدهشة البالغة على وجه الأسد وتحركت عضلات صدغه علامة على التوتر وقال:

ــ هل وصلت بك الوقاحة يا نسناس لدرجة أن تراقبنى..؟

ــ سامحنى أيها الأسد لقد حدث الأمر بالصدفة.

زأر الأسد وقال:

ــ ماذا تريدون الآن؟ تكلموا.


ــ هل لى أن أسألك لماذا تحرص على زيارة الفيل بعد كل الجرائم التى ارتكبها فى حقنا.

رد الأسد قائلا:

- الفيل صديقى وأستاذى وصاحب فضل كبير علىَّ..

ــ هل أنت مع الفيل أم معنا..؟

هكذا سأل الثعلب بهدوء، فأجاب الأسد:

ــ أنا معكم طبعا لكنى مع الفيل أيضا.

صاحت الزرافة:

ــ لا يمكن أن تكون مع الظالم والمظلوم فى نفس الوقت.

أحست الحيوانات بهلع فلاذت بالصمت، لكن النسناس قال بشجاعة:

ـــ أيها الأسد. نحن الحيوانات نحبك ونحترمك وقد عهدنا منك الاستقامة والشرف. إذا كان وفاؤك لصديقك الفيل المخلوع يتعارض مع الحق فلابد أن تقف مع الحق. هذا ما نتوقعه منك دائما. نحن لا نريد شرا بالفيل. كل ما نريده أن نعيش حياتنا بحرية. إن عشرات من زملائنا الحيوانات قدموا أرواحهم فىالثورة من أجل التخلص من الظلم. أيها الأسد العظيم بقدر ما أحببت هذه الغابة وقاتلت دفاعا عنها. نرجوك أن تقف مع الحق. لن نمشى من هنا قبل أن تتعهد أمامنا بحمايتنا من الخنازير والذئاب.

ارتفعت أصوات الحيوانات تؤيد كلام النسناس وبدا التفكير على وجه الأسد ثم زأر بقوة قبل أن يعلن قراره النهائى:

- الديمقراطية هى الحل.