USATODAY.com News

Tuesday, January 31, 2012

فيلم موقعة الجمل - انتاج iFilms Media Production

من بنى الأهرامات حول العالم؟

من بنى الأهرامات حول العالم؟

بالدليل: توفيق عكاشة لم يحصل على الدكتوراه

بالدليل: توفيق عكاشة لم يحصل على الدكتوراه

تأملات فى مسألة نوارة نجم--جلال أمين--




من القصص المشهورة التى رُويت لنا منذ كنا أطفالا، قصة تحمل عنوان «ملابس الإمبراطور الجديدة»، لكاتب وشاعر دانماركى كبير، وهى عن إمبراطور مغرور بنفسه، ومتيم لدرجة مدهشة بالملابس الجميلة، وبالظهور والتباهى بها أمام الناس، حتى ليكاد يغير الحلة التى يرتديها كل ساعة، فأراد رجلان محتالان أن يحققا بعض المكسب من غروره وخيلائه، فأبلغاه بأن لديهما القدرة على صنع حلة جديدة له، مصنوعة من خيوط رفيعة جدا من الذهب، حتى لا يكاد يراها أحد، وتخلب اللب بألوانها الزاهية، وإن كان الأغبياء يعجزون عن رؤيتها. أمرهما الإمبراطور، بصنع الحلة له، وبعد أيام ذهب المحتالان إلى رئيس الوزراء ليعرضا عليه الملابس الجديدة، ومدا أيديهما الخالية وكأنهما يحملانها إليه، فلم ير رئيس الوزراء شيئا، لأنه لم يكن هناك فى الحقيقة شىء يمكن رؤيته، ولكنه خشى من الاعتراف بأنه لا يرى شيئا فتلصق به تهمة الغباء، فتظاهر بأنه يراها وأبدى إعجابه بألوانها، وذهب إلى الإمبراطور ليخبره بوصولها.

عندما قدمت الملابس الجديدة للإمبراطور، أو تظاهروا بتقديمها له، خشى هو نفسه أن يتهم بالغباء، وقد سمع رئيس وزرائه والوزراء يشيدون بجمالها، فأبدى هو أيضا إعجابه وكافأ المحتالين بمكافأة سخية.
سار الإمبراطور فى موكب رهيب، محاطا من جانبى الطريق بالجماهير الغفيرة، التى احتشدت لرؤية الملابس الجديدة، وهو فى الحقيقة عار تماما كما ولدته أمه ــ ولكن الناس صفقوا له، وأخذ الواحد منهم بعد الآخر يبدى إعجابه بألوانها المدهشة للواقف إلى جواره، فإذا بهذا أيضا يوافقه خوفا من أن يظهر غباؤه.

شخص واحد من بين المتفرجين على موكب الإمبراطور، وهو طفل صغير، فوجىء برؤية الإمبراطور عاريا فى موكب فخم، فبدا له المنظر غريبا ومضحكا، ولم يستطع أن يكتم شعوره فصاح بأعلى صوته «إن الإمبراطور عار تماما!».

بمجرد أن سمع الناس صيحة الطفل، نظر كل منهم إلى الآخرين من حوله قائلا: «الطفل على صواب، الإمبراطور عار تماما!».

انزعج والد الطفل الذى كان واقفا بجواره، وخاف خوفا شديدا، وأخذ يعنف الطفل محاولا إسكاته، ولكنه لم يستطع أن يمنع الناس من أن يرددوا صائحين «انظروا.. إن الإمبراطور عار تماما!»، وكأن الناس قد اكتشفوا فجأة أن ما يقال لهم كذب فى كذب، وأن عليهم أن يصدقوا أعينهم بدلا من تصديق ما يقال لهم، وأن كشف الحقيقة لم يكن يحتاج إلى أكثر من كلمة بسيطة ينطق بها طفل برىء.

●●●

فى الأيام الأخيرة من العام الأول لثورة 25 يناير 2011، قام فى مصر بدور هذا الطفل البرىء شابة مصرية اسمها «نوارة فؤاد نجم». اشتركت نوارة فى ثورة 25 يناير، واستمرت تعبر بقوة عن مطالب الثورة، ثم تحتج على معاملة الثوار بالضرب والقتل، وعلى الاعتداء على الأقباط فى ماسبيرو، وتطالب بحقوق شهداء الثورة وأهاليهم، وتحتج على فشل الممسكين بالسلطة فى تحقيق مطالب الثورة، رافضة كل المحاولات التى بذلت لتبرير هذه الأخطاء، كإلقاء اللوم على بلطجية، أو على «طرف ثالث» مجهول، أو على الثوار أنفسهم، ولا تقتنع بتغيير الوجوه دون تغيير السياسات، وتحتج على الاستعاضة عن حكومة فاشلة، بحكومة فاشلة أخرى، وأثناء مشاركتها فى هذه المطالبات والاحتجاجات فى ميدان التحرير وأمام مجلس الوزراء، كانت تعبر عن رأيها ومشاعرها أيضا فى مقالات فصيحة وبالغة الجرأة فى جريدة التحرير، وفى أحاديث لبعض القنوات التليفزيونية، حتى استدعيت للتحقيق فلم تنكر ما فعلت، ولا غيرت أقوالها، بل قالت إنها بدلا من أن تجلس كمتهمة ستقوم هى بتوجيه الاتهام لمن تعتبرهم المسئولين الحقيقيين عن الإخلال بالأمن والإضرار بالوطن.

عندما لم يجد معها تقديمها للتحقيق، رُتب ضدها اعتداء بالضرب والشتم وهى خارجة من مكان عملها فى مبنى الإذاعة والتليفزيون، حيث تعمل محررة ومترجمة بقناة المعلومات المرئية بالتليفزيون المصرى، فلم تجر هاربة من المعتدين بل وقفت صامدة لهم، ثم ذهبت إلى مكتب النائب العام لرفع قضية ضد الممسكين بالسلطة فى مصر.

●●●

ما الذى يمكن عمله مع شابة كهذه تصر على الجهر بما تعتقده؟ وما الذى يمكن عمله مع الطفل الصغير الذى أصر على إعلان الحقيقة وسط الجماهير المحتشدة التى تنكر ما تراه بأعينها؟ إنها لا تحمل سلاحا، وليست عضوا فى حزب مستعد لحمايتها، وليس لها قريب فى السلطة، وإنما تستمد القوة من شيئين: الأول أنها تقول الحقيقة، والثانى أنها لا تفكر فيما هى معرضة له من مخاطر. هذان الأمران هما ما يجعل أمر هذه الشابة محيرا حقا، وهما أيضا ما جعل ذلك الطفل الصغير فى قصة الإمبراطور محيرا أيضا. إذ كيف يمكن التعامل معهما؟ ليس هناك ما يمكن قوله لإقناع أى منهما بأن ما يقولانه مخالف للحقيقة، وليس هناك ما يمكن عمله لإخافتها: إذ من الذى يجرؤ على المساس بطفل صغير يصف ما يراه أمام عينيه؟ ومن الذى يستطيع أن يخيف امرأة قررت، بينها وبين نفسها، ألا ترهب الموت نفسه.

●●●

هذه الشجاعة التى أبدتها نوارة فؤاد نجم منذ أيام قليلة سبق أن أبدتها منذ ما يقرب من 17 عاما، عندما كانت لا تزال فتاة صغيرة واشتركت مع بعض زملائها وزميلاتها فى عمل وطنى من الطراز الأول، استطاعوا به منع إسرائيل من تحقيق هدف من أهدافهم فى مصر.

ففى منتصف التسعينيات، كثر الحديث فى مصر عما سُمى «مشروع الشرق الأوسط الجديد» بقصة الترويج لفكرة التعاون الاقتصادى بين إسرائيل والبلاد العربية، وما سمى بتطبيع العلاقات بين العرب وإسرائيل.

حازت الفكرة تشجيعا من بعض المسئولين المصريين، بل وبتأييد صريح أو مستتر من بعض الكتاب المشهورين ولكنها لم تُعجب كثيرين  من الشباب المصريين، فانتهزوا فرصة الإعلان عن سماح الحكومة المصرية لإسرائيل فى أبريل 1995، بالاشتراك فى سوق القاهرة الدولية، وقرروا الاحتجاج على هذا الاشتراك بالتجمع أمام الجناح الإسرائيلى، وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية الشهيرة، والهتاف مطالبين بخروج الصهاينة.

كانت نوارة فؤاد نجم واحدة من هؤلاء المحتجين، ولم تذكر الصحف وقتها أنها أو أحد من زملائها قام بأى عمل تخريبى، فلم يذكر أنها رمت أحدا بحجر أو كسرت زجاجا، ولكن مجرد الاحتجاج بالتجمع والهتاف على اشتراك إسرائيل فى المعرض كان كافيا فى نظر الحكومة للاعتداء على 47 شابا مصريا بالضرب بالعصى المكهربة ثم بالاعتقال. سقطت نوارة نجم مغشيا عليها، ثم وضعت فى تخشيبة بقسم الخليفة ليلتين، ثم نُقلت إلى سجن النساء بالقناطر لمدة عشرة أيام، ولم يفرج عنها إلا بانتهاء أيام المعرض. كان رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت فى زيارة لواشنطن وربما خشيت الحكومة حينئذ أن يقول الرئيس الأمريكى للرئيس المصرى: «لماذا لم تضرب الشباب المتظاهر فى القاهرة ضد إسرائيل؟»، على أساس أن حق المرء فى التظاهر وفى اختيار نوع الكوفية التى يرتديها ليس مربية حقوق الإنسان الأساسية التى دأبت الحكومة الأمريكية على الدفاع عنها وتأنيب الحكومات التى لا تحترمها.

●●●

عندما قرأت أخبار هذه المظاهرة فى 1995، كان مما خطر بذهنى أنه «لا عجب، فنوارة هى بنت أمها وأبيها»، الأم صافيناز كاظم، كاتبة موهوبة وشجاعة وتفيض وطنية، وأبوها أحمد فؤاد نجم شاعر موهوب وشجاع أيضا ويفيض وطنية بدوره. وقد كانت الأم حاملا بها عندما دخلت السجن فى 1972 عندما قامت حملة اعتقالات لشباب قاموا بالاحتجاج على تقاعس النظام عن تحرير سيناء. ومن ثم كان تعليق أحمد فؤاد نجم على استدعاء ابنته للتحقيق منذ أيام قليلة، بأن الأمر ليس غريبا، إذ إن البنت دخلت السجن وهى لا تزال فى بطن أمها. وقد جاء ميلادها فى أعقاب حرب أكتوبر مباشرة فسماها أبوها وأمها بهذا الاسم الجميل وغير المألوف «نوارة الانتصار» تفاؤلا بما سيجلبه انتصار أكتوبر لمصر من تحرير، ولأعدائها من انكسار بعد ذل 1967 الطويل.

وعندما كانت نوارة مازالت طفلة رضيعة، كتب أبوها فيها شعرا جميلا قال فيه:

«أبوكى أيوه .. ماكنشى حاجة

لكنه حـاول .. يعيش لحـــاجة

وجيلك انتى .. هيبقى حاجــة

ومصر تبقى .. النهاردة حاجـة

وبكرة حتما .. حاتبقى حاجة»

ومنذ ذلك الحين، والأم صافيناز كاظم تكتب أشياء جميلة فى موضوعات شتى، ولكن الكثير منها يصب فى الانتصار لبلدها وأمها. ففى كتاب جميل بعنوان «تلابيب الكتابة» (صادر عن دار الهلال فى 1994) تقول صافيناز كاظم فى وصف القاهرة:

«أنت يا قاهرة رائعة وتذوبين فتنة وأصالة، فلا يهمك. فقط لا تنظرى بعيون قلقة. وعندما تقررين شيئا لا تترددى. لا تستعيدى ما لا يلائمك، وامتلئى ثقة فأنت حسنته. لا تصدقى أننى أتركك، فقط لو تكونين أنت، ولا تجعلينى يا قاهرة، أجهش بالبكاء أكثر».

كما استمر أبوها أحمد فؤاد نجم يكتب وينشد أشعارا جميلة فى الانتصار لبلده وأمته. وعندما نشر مجلدين فى السيرة الذاتية بعنوان (الفاجومى)، أهدى الكتاب لبناته الثلاث ومنهن نوارة، بهذا الإهداء البليغ، وإن كان بالعامية.

«يمكن ماتلا قوش فى حياة أبوكو شىء تتعاجبوا بيه لكن أكيد مش حاتلاقوا فى حياة أبوكو شىء تخجلوا منه، هو دا اعتقادى اللى دافعت عنه، ودفعت ثمنه بمنتهى الرضا».

ثم كتب لنا مسرحيته الجميلة «عجايب»، التى كانت تعرض على مسرح البالون فى نفس الوقت الذى كانت فيه نوارة تشترك فى مظاهرة فى سوق القاهرة الدولية. يسخر فيها نجم من الفساد الذى عم البلاد، ولكن المرء يخرج منها على إيقاع موسيقى جميلة أيضا، مملوءة بالفرح والتفاؤل.

أما نوارة نجم ففى مقال حديث لها (جريدة التحرير 21/1/2012) كتبته فى أعقاب التحقيق معها، ثم الاعتداء عليها أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون، وتحت سمع وبصر قوات الجيش المكثفة التى تحمى المبنى، إلى جانب أمن التليفزيون، بينما وقف رجل يعطى التوجيهات لمن يقوم بضربها، تقول:

«أتوجه بخالص الشكر والعرفان لقادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذين قدروا قوتى بخمسة وعشرين عسكرى جيش.. ولا هدف لكل ذلك إلا تخويفى.. طب أنا ماباخفش، أعمل إيه؟.. وأنا واحدة مش فاضية وورايا ثورة.. أعمل نفسى خايفة عشان تسيبونى أشوف إللى ورايا؟».

الأم صافيناز كاظم سيدة متدينة متحمسة لدينها، والأب أحمد فؤاد نجم، علمانى متحمس لنفسه، ولكن كليهما شديد الولاء للوطن، وشديد الحساسية بأى جرح يصيبه.

وكان هذا الالتقاء بينهما فى الولاء للوطن هو، على الأرجح، ما جمع بينهما ابتداء، وهو الذى أثمر نوارة الانتصار. فإذا كانت قد تفرقت بهما الطرق فيما بعد، فقد ظل يجمع بينهما حب الوطن من ناحية، وحب نوارة من ناحية أخرى. وها هى نوارة نجم تقدم لنا دليلا ساطعا على أن المسألة ليست مسألة تدين أو علمانية، بل المسألة هى من الذى يحب وطنه ومن الذى لا يهمه الأمر.

Monday, January 30, 2012

وثائقي: مبارك ... رئيس الصدفة - الجزيرة الوثائقية

إبراهيم عيسى يكتب: رئيس باكستانى لمصر




أن يستمر التحالف بين الإخوان والمجلس العسكرى يوما إضافيا يمثل خطرا على الدستور الجديد والرئيس القادم.
هذا التحالف الذى يحب الطرفان نفيه ويفضل الطرفان ادّعاء الغضب من مجرد طرحه، يقودنا حتما إلى تخريب المستقبل، وأعرف أن الإخوان يلجؤون إلى مهادنة العسكر والتحالف معهم إلى حين ميسرة ودرءًا لخطر الجنرالات على ما حققه الإخوان من مكاسب تجعلهم أسرى لها لا متحررين بها.
نفهم أن يملك الإخوان الأغلبية فينطلقوا فى تطبيق أهدافهم وتنفيذ مشروعهم الذى انتخبهم الناس على أساسه، لكن أن يتحول هذا الفوز إلى رعب لدى الإخوان من فقده، فيتنازلوا ويتصرفوا كأنهم رهائن هذا الفوز، فهذا ما يثير التساؤل عن تحكم الهواجس التاريخية فى ذهنية الإخوان حتى إنهم يعتمدون كتالوجا جاهزا لتصرفاتهم غير منتبهين إلى أن الدنيا تغيرت وأن ثورة مدنية قامت.
يبدو الخوف على ضياع المكسب هو أحد الأسباب المركزية لقرار الإخوان الغريب والمريب فى الانسحاب من المشهد الثورى بشكل مكشوف ومَعيب (وقد كانوا جزءا منه كى لا نبخس الناس أشياءهم) لصالح التصالح مع قرارات ومواقف المجلس العسكرى التى إلى جانب أنها فاشلة تماما فهى كذلك تركب فوق شرعية الانتخابات التى يزعمها الإخوان، بمعنى أنه إذا كان الإخوان المسلمون مهتمين جدا بشرعية البرلمان فلماذا لم يشكلوا حكومة الأغلبية؟ وهذه أبسط قواعد احترام الشرعية البرلمانية، لكنهم دخلوا فى سكك المهادنة والتنازل مع «العسكرى»، وهو ما يشى باحترام على الدوَّاق، أو حسب المزاج لشرعية الانتخابات.
مرة أخرى ما الخطر الحالى الداهم فى تحالف الإخوان مع «العسكرى»؟
أولا خطر على الدستور، فالمرجح طبقا لهذا الأداء الإخوانى المستحوذ على البرلمان والمنفصل عن قوى الثورة أن يفرض أسماءه الخاصة على لجنة صياغة الدستور، وينفرد بها فصيل غالب، بينما يتمثل الآخرون خارج التيار الإسلامى ببعض الأسماء التى لا تشكل عددا ولا دورا ولتبدو فقط ذرًّا للرماد فى الأعيُن، وقال يعنى عندنا كل الأطياف والأطراف، فى ذات الوقت سيسمح هذا المشهد بتمرير مواد دستورية تضمن للجيش أن يكون دولة داخل الدولة، ستكون المواد حريرية ناعمة فضفاضة لكنها مدعومة بدعاية إخوانية سلفية مروجة للعسكر على اعتبار حق الجيش فى السرية، وما يلزم ذلك من الطعن فى كل من يريد رقابة حقيقية على ميزانية الجيش.
لكن هل يلعب المجلس العسكرى هنا دورا تجميليا بمحاولة إقناع حليفه الإخوانى بمعايير للجنة الدستور حتى يبرئ «العسكرى» ساحته أمام القوى الثورية؟
ربما يلعب هذا الدور على استحياء وبحدود ومحدودا بأن تكون المعايير عامة جدا ومتسعة للغاية، بحيث يستطيع أن يجرى فيها رَمْحًا الإخوان والإسلاميون كما يحلو لهم، فمثلا لو شملت المعايير عن ضرورة ضم اللجنة ممثلين عن النقابات المهنية فهذا أمر تحت السيطرة تماما، فيمكن للإخوان أن يأتوا بممثليهم من نفس النقابات، فيكملوا الشكل ويستجيبوا للمعايير، لكن بما يخدم هدف الاستحواذ الناعم على اللجنة، وقِس على هذا أى معايير أخرى!
ثم هناك الخطر الثانى الداهم على رئيس الجمهورية القادم، بينما لا نرى على الساحة حتى الآن أى مرشح يستند إلى شرعية ثورية أو إلى دور معارض هائل للنظام السابق أو قواعد جماهيرية واسعة أو قوى ثورية واضحة أو تيار عام، ولو من الطبقة الوسطى والمثقفين يسانده، كل هذه الصفات اختفت عن معظم مرشحينا بعد قرار الدكتور محمد البرادعى عدم ترشيح نفسه. يظهر فى الوقت نفسه كذلك التوافق بين الإخوان والعسكر فى اختيار مرشح للرئاسة، يسانده الإخوان والسلفيون فى الشارع ويدعمه المجلس العسكرى بكف يد إعلامه الحكومى والخاص وآلته الأمنية وقواعده من النظام القديم عن تشويه سيرته وبث شائعات ضده وتكثيف الأكاذيب فى مواجهته (كما فعلوا مع الدكتور البرادعى!).
وهنا مكمن الخطورة، فالرئيس التوافقى المزعوم سوف يقع فى قبضة الإخوان والعسكر، مدينا لهما أولا بالترشح ثم بالنجاح، وملزما معهما ببنود اتفاق على حفظ امتيازات وعدم الاقتراب واللمس من مناطق ومن دوائر، فكأننا إزاء سكرتير للإخوان والعسكر فى منصب الرئيس، خصوصا أنه لا يملك الظهير الشعبى الحقيقى وأن فوزه لصيق برضا الإخوان والعسكر.
كأنه مطلوب رئيس باكستانى لمصر!
وطبعا نحن نعرف أن الرئيس فى باكستان منزوع القدرة والقوة أمام الطرفين الحاكمين هناك، وهما الجيش والجماعات الدينية!
ويمكن للشعب وقراره التصويتى أن يغير من قواعد اللعبة ويأتى برئيس من خارج دائرة التوافق الإخوانى العسكرى، ساعتها يمكن للمعادلة أن تتغير، لكن نسبة حدوث هذه المفاجأة الانتخابية، كما أنها واردة فعلا، فهى بعيدة أيضا.. وربما جدا!


Saturday, January 28, 2012

فكم لله من لطف خفي

الشيخ محمد عمران, ابتهالات دينية 1

الشيخ محمد عمران, ابتهال فى ليلة هزت الدنيا

الشيخ محمد عمران, ابتهال النور أشرق.

البرنامج؟ مع باسم يوسف: 27 يناير 2012

تميم البرغوثي. منصورة يا مصر مش بجميلة العسكر

إبراهيم عيسى--ماذا ينتظر المشير؟--




المجلس العسكرى فشل فى إدارة البلاد لدرجة أنه لا يعرف أنه فشل!
هى مناسبة فى غاية الأهمية أن نتعلم فى ما هو قادم أن لا يتولى قيادة جيشنا أبدا رجل فوق الستين من عمره، ولا يبقى فى مقعده يوما واحدا بعد الستين، ولا يستمر فى مسؤوليته مدة تسمح له بأن يعتقد أنه مخلد فى مكانه!
نحتاج إلى أن لا يعتقد هذا القائد أن البطء والإنكار والتجاهل حكمة يجب أن نحييها فيه، أو ضبط نفس يجب أن نشكره عليه، بل تكون الاستجابة المخلصة السريعة الصادقة.
فما نراه من صمت وشلل المجلس العسكرى عن رد الفعل تجاه خروج ملايين المصريين يطالبون بتسليمه السلطة للمدنيين فورا، إنما هو رد فعل الثامنة والسبعين على طاقة شعب فى الثلاثين من عمره!
المذهل أن المجلس العسكرى فشل فى إدارة البلاد لدرجة أنه لا يعرف أنه فشل! لقد أثبت جنرالات المجلس العسكرى أنهم بالفعل جنرالات مبارك واختياره السليم الوجيه، وأنه أبقى عليهم لأنه يعرفهم جيدا فهم مثله وهم معه وهم تلاميذه، وقد مد لهم فى خدمتهم وفوق سن معاشهم فهم مخلصوه حتى لو أجبرهم الثوار على غير ما رضوا وبغير ما اتفقوا، إلا أنهم رجاله المختارون بعنايته ورعايته فى مستوى سياسته وعلى قدر مواهبه المحدودة وبكفاءته السياسية الضحلة!
ما الذى ينتظره المجلس العسكرى؟
ينتظر أن يهدأ الشارع ويعود الملايين إلى بيوتهم وأن ينحصر الوضع فى اعتصامات مئات فى الميدان ويشغل عليهم آلة الكذب والتضليل وسخافات جهل تصريحات لواءاته ورقاعة منافقيه فى الهجوم على أنبل من فى مصر، حراس الثورة وحماة الحلم.
ينتظر المجلس العسكرى أن يحتوى الإخوان المسلمون الموقفَ بخطب وبيانات وغسيل سمعة فى البرلمان يمتص الطاقة ويبرد السخونة!
ينتظر أن يختلف السلفيون مع الليبراليين فيدخلوا فى عركة عكّ جديدة من قبيل رمى تهم الكفر على الليبراليين ورمى تهم التخلف والإرهاب على السلفيين ويسعد «العسكرى» بانشغالهم عنه!
ينتظر «العسكرى» دور الإخوان فى الصفقة، فها هو ذا قد برَّ بنصيبه وفعل ما اتفق عليه وهو إجهاض الثورة وتحويلها إلى عمل إصلاحى جزئى ليس فيه إلا انتخابات حرة غير ديمقراطية تجرى بناء على نظام انتخابى معقد ومركب وملعوب فى أساسه، يأتى بأحزاب دينية سمح لها بالظهور رغم مخالفتها أبسط قواعد والتزامات الإعلان الدستورى فى طرمخة من جنرالات «العسكرى» فاضحة وفادحة لكنها محسوبة ومطلوبة، كما جرى بالضبط فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات حينما تصور أن إطلاقه الحرية للتيار الدينى للعمل فى الشارع بدعم ورعاية من الدولة كفيل بضرب نشاط وحركة وفكر اليسار والناصريين المزعجين للسادات وقتها والمعارضين لسياسته فى التحول عن منهج عبد الناصر، وقد فعلها السادات فعلا وتمكن من تصفية العمل اليسارى والقومى، ولكن الثمن كان أن تمرد عليه النمر الذى رباه فى حديقة منزله والتهمه فى اغتيال المنصة الشهير. لكن لأن الجنرالات فى المجلس العسكرى لا يعرفون تاريخهم ولا يقرؤون الكتب ولا يفهمون فى السياسة ولا يدركون خريطة الشارع ولا الواقع ولا يبتكرون بل هم من مدرسة نفِّذ واتظلم، وتمام يا افندم، ففعلوا نفس ما فعل السادات، تحالفوا مع الإخوان كى يخلصوا من العيال بتاعة التحرير وقوى الثورة الحرة!
الصفقة التى عقدها العسكر مع الإخوان أتت ربحها الأول للإخوان، فقد سيطروا على مجلس الشعب، بقى إذن أن ينفذوا جانبهم من الصفقة وهو ما بدؤوا به فعلا فى منظر مخزٍ فى التحرير، حيث تحول جهد مئات من شبابهم إلى حماية منصة الإخوان من أى تدخل أو تداخل من الثوار وغاب هذا المشهد الالتحامى المنصهر بين الجميع فى الثمانية عشر يوما فى يناير 2011، أما الآن فى يناير 2012 فالإخوان منعزلون وعازلون بين الثورة و«العسكرى»، حماة ورعاة للعسكر ضد الثورة، لم يشاركوا فى مسيرات ولا رفعوا شعارات ضد العسكر بل كانوا أشبه بمندوبى رئيس الجمهورية فى سرادق العزاء أو مناسبات تسليم الكأس والميداليات للفائزين بالبطولة، حضور بارد وبروتوكولى وممثلون لغيرهم!
لم ينجح الإخوان فى إجهاض مظاهرات 25 يناير ولا جمعة الغضب الثانية ولم يستطيعوا استنزافها ولا تحويل مسارها رغم جهودهم الحثيثة مع إعلام ماسبيرو ومندوبى المجلس العسكرى من مقدمى برامج وضيوف فى الفضائيات الخاصة، بل فشل الإخوان أمام حلفائهم تماما فى هذه النقطة، لكن بقى أنهم مضطرون إلى إتمام صفقتهم كذلك بالموافقة على استمرار «العسكرى» حتى شهر يونيو، ربما كى يستعد الإخوان لاستلام التركة فهى ثقيلة وهم مش قدها خالص دلوقتى وعايزين حد يلبسها بدلا عنهم سواء حكومة جنزورى أو مجلس عسكرى أو رئيس ييجى يشيل والإخوان يعملوا فيها كانوا بيصلوا الضهر وماكانوش هنا. إذن بنود الصفقة:
١- إجهاض الإخوان أى مشروعات لتسليم السلطة حتى يونيو.
٢- الاتفاق على اسم مرشح رئاسى محل ثقة العسكر والإخوان، مهمته سماع الكلام.
٣- دسّ مواد على الدستور تضمن حماية للعسكر وميزانيتهم وحصانة للمشير والفريق واللواءات من أعضاء «العسكرى» من أى مساءلة أو محاسبة.
ما نستطيع أن نؤكده طبقا لملايين المصريين فى الشوارع والميادين لحظة نداء الثورة أن هذه الصفقة المشبوهة لن تنجح، بل سيدفع الطرفان ثمنها غاليا!
تريد أن تتأكد، تأمل الميدان لتعرف وانتظر وسترى!


‬ الطيب والشرس والسياسي كامل [HQ]

Sunday, January 22, 2012

محمد صديق المنشاوي عن قرب

آخر تسجيل للشيخ محمد صديق المنشاوي قبل وفاته

جنرالات المؤامرات--إبراهيم عيسى--



هناك هوس بالمؤامرة الخارجية والأصابع الأجنبية لدى جنرالات المجلس العسكرى، يتحكم فى كل تصريحاتهم وتصرفاتهم التى تبدو وكأنهم يرون أشباحا لا نراها ويشفقون علينا جدا ويكرهوننا أيضا، لأننا لا نراها!
كويس خالص..
ماشى.. هناك مؤامرة كونية هائلة رهيبة على مصر، لا يعرف وجودها إلا المجلس العسكرى وجنرالاته، بقى فقط أن نعرف من الذى يتآمر؟ ثم السؤال الأهم: وليه إن شاء الله هذه المؤامرة؟
الجنرالات فى اعتقادهم الراسخ بوجود مؤامرة يبثون الذعر والرعب فى الشارع المصرى ويبدو أنه تخويف مطلوب ومحسوب وملعوب كذلك، ولكنه يتجاهل بشكل مريب هذا التشابه المذهل فى ما يردده الجنرالات عن مؤامرة وأصابع خارجية وبين ما ظل عمر سليمان يلوكه ويقوله مع مبارك ورجاله، تخويفا من الثورة والثوار!
هذه لعبة رخيصة جدا يلجأ إليها النظام القديم بوجهَيْه الرئيس والمشير، لكن لا بأس من محاولة الإجابة عن السؤالين اللذين يتعمد الجنرالات عدم الإجابة عنهما:
مَن الذى يتآمر على مصر؟
طبعا أمريكا وإسرائيل.
أليس كذلك؟ أليس السعى الحثيث السخيف لدى إعلام الجنرالات الذى هو للمفارقة إعلام حسنى مبارك وابنه وأمانة سياساته هو إقناع المواطن المصرى بأن أمريكا الملعونة وإسرائيل الشنيعة هى التى تقف وراء مؤامرة على مصر تحرك فيها أذنابها من العملاء المموَّلين من ثوار ونشطاء وحقوقيين وصحفيين وكتّاب وسياسيين من أجل إضعاف مصر وتفتيتها؟!
طيب خلينا مع هذه النظرية إلى باب الدار ونشوف آخرتها إيه!
لماذا تتآمر أمريكا على مبارك والمشير؟
إذا كان مبارك صاحب هذه العلاقة الحميمة اللصيقة الخادمة لأمريكا وسياستها، والذى لم يخالفها فى يوم من الأيام، بل كان وراءها تابعا طيِّعا موافقا من حرب الكويت إلى حرب العراق إلى حرب غزة، وهو الذى يعادى حزب الله وحماس وإيران وكل القوى الممانعة والمعارضة لأمريكا، فكيف -بالله عليكم- تقف أمريكا ضده وتتآمر عليه وهو رجلها الأمين ووكيلها الضامن وتابعها السياسى؟!
إذن، لا يمكن لها أن تخوض مؤامرة لإسقاط الراجل بتاعها ووكيلها فى المنطقة، ثم لا يمكن كذلك أن تتآمر على المشير وجيشه، وهو الذى يتلقى منها -على مدى السنين الماضية- عشرات المليارات من المعونات ويشاركها فى المناورات العسكرية السنوية، ويحصل منها على أسلحته ويتدرب فيها ضباطه، ثم هو صاحب العلاقة القوية الوثيقة بالبنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) والحليف لها فى حرب الخليج، والذى لم يطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل خلال تسعة وثلاثين عاما، فكيف -بالله عليكم- تتآمر على المشير ومجلسه العسكرى وهو صديقها وحليفها الاستراتيجى ومتلقى ثانى أكبر معونة عسكرية تمنحها واشنطن كل سنة من أموال المواطن الأمريكى؟!
طيب، هل ممكن تتآمر إسرائيل على مصر مبارك أو مصر طنطاوى؟
ليه هىّ إسرائيل اتهبلت؟!
إن حاخام إسرائيل لا يزال يدعو لمبارك حتى الآن فى صلواته، وزعامات تل أبيب كلهم بكوا رحيل مبارك كما تبكى الأرملة زوجها، وهم كذلك خبروا وعرفوا المشير طنطاوى عبر عشرين عاما بمجلسه العسكرى الذى يحرص على معاهدة السلام مع إسرائيل ولا يمسها بسوء أبدا، فكيف -بالله عليكم- تتآمر إسرائيل على طنطاوى وهى بالقطع لم تتآمر على مبارك، بل ساندته ودعمته وحاولت بأقصى ما تملك إنقاذه؟!
إذن، من هو ابن الكلب الذى يتآمر على مصر؟
مش عارف، هل يمكن أن تكون مؤامرة من أوروبا مثلا؟
طيب، ليه أوروبا تتآمر على مصر سواء مصر تحت رئاسة مبارك وهو كما قلنا تابع الغرب الأمين، أو فى عهد المشير ومجلسه، وهو الذى لم يمس مصالح أوروبا بأى ضرر ولا يشكل عليها أى خطر من أى نوع وبأى طريقة، بل العكس المجلس العسكرى لا يتورع عن قبول أى مِنَح أوروبية ويمد يده لأى محسن أوروبى، فكيف تتآمر أوروبا على دولة ونظام ح يموت كى يشحت منها؟!
ثم إن المشير لم يبدر عنه أو منه فى أى ثانية أو لحظة أو بُرهة أو فيمتو ثانية أى تصريح أو تلميح ضد أى حاجة فى أى حتة فى العالم، كى يشعر العالم بالخطر فيقول الحقوا بسرعة تعالوا نتآمر على مصر!
هل هى مؤامرة من السعودية وقطر كى يصعد الإسلاميون لحكم مصر؟
حتى لو صدّقنا هذه الطُّرفة فإنه خلاص المؤامرة نجحت فلا مبرر للتحذير منها، لكن مرة أخرى يبقى السؤال: طيب ويتآمروا ليه على مصر؟
مصر التى نجح الجنرالات فى جعلها على وشك الإفلاس خلال شهور؟ مصر التى تستورد ستين فى المئة من غذائها وتسعين فى المئة من مواد الوقود والطاقة التى تحتاج إليها؟ مصر التى يعيش أربعة وأربعون فى المئة منها تحت خط الفقر؟ مصر التى يعانى اثنان وعشرون فى المئة من شعبها من أمراض الكبد والكُلى؟
مصر لا تمثل خطرا على أحد فيكفيها ما فيها!
المؤكد أن الثوار فجّروا الثورة لإنقاذ مصر من حكامها الذين يتآمرون عليها لإضعاف شعبها ونهب ثروتها وتأبيد وتوريث حكمها!
والمؤكد أن الثوار يواصلون ثورتهم حتى الآن لإنقاذ الثورة ممن يتآمر لإجهاض أحلامها وتحطيم أهدافها!

Saturday, January 21, 2012

البرنامج؟ باسم يوسف: الملثم .. جائزة الدولة التفجيرية

سلطة العلم والعلماء--د. محمد عمارة




لأمتنا فى شجاعة العلماء ومقاومتهم للظلم والجور والطغيان تاريخ مجيد وعريق وعميق .. فهذه الأمة هى التى تفردت بأن جعلت للعلم سلطة تعلو على سلطة الأمراء ولقد كان الحسن البصرى (21 – 110هـ ، 642 – 728م) سيد التابعين وفى ذات الوقت كان إمام المعارضة لجبروت الحجاج بن يوسف الثقفى (40 – 95هـ ، 660 – 714م) – الذى قطع عطاء الحسن وطارده كى يسجنه ، فهرب من زبانية الحجاج ، وحتى عندما ماتت ابنته لم يستطع حضور جنازتها والصلاة عليها ومواراتها التراب .

وكان الحسن الساعد الأيمن للخليفة العادل عمر بن عبد العزيز (61-102هـ ، 681-730م) والمشير الأول له إبان خلافته التى ردت المظالم إلى أهلها وأعادت الشورى والعدل الاجتماعى إلى مكانهما فى دولة الإسلام وعمر بن عبد العزيز هو القائل عن الحجاج بن يوسف: لو جاءت كل الأمم بمنافقيها ، وجئنا بالحجاج لفضلناهم !!

ومن تحت عباءة الحسن البصرى ومن مدرسته تخرج أبو عثمان عمرو بن عبيد (80-144هـ ، 699-761م) الزاهد الثائر الفيلسوف .. يهز عروش الطغاة ، ويحيا حياة الزهاد مع جماهير الفقراء ويحج على مجلسه العلماء ، ولقد حج من البصرة إلى مكة أربعين عاماً سيراً على قدميه ومن خلفه راحلته يحمل عليها الفقراء والضعفاء ، ومن الأدعية التى أثرت عنه: اللهم أغننى بالافتقار إليك ، ولا تفقرنى بالاستغناء عنك ، وأعنى على الدين بالعصمة والطاعة على الدنيا بالقناعة ..

وكما كان عمرو بن عبيد تلميذا للحسن البصرى ومعارضاً لبنى أمية فلقد كان أبوه واحداً من رجال الشرطة فى دولة بنى أمية حتى أنه كان عندما يمشى مع أبيه فى شوارع البصرة كان الناس يقولون خير الناس بن سكر الناس .

وعندما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة، نهض عمرو بن عبيد مع أصحابه من العراق يريدون الشام لنصرة هذا الخليفة الذى ملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً .. وأفتى عمرو بن عبيد بأن عمر بن عبد العزيز وإن تولى الخلافة دون شورى فلقد ولاه من سبقه – إلا أنه استحقها برضا الناس فكان الرضا قد مثل شورى الأمة وبيعتها واختيارها.

وكان عمرو بن عبيد أستاذاً لأبى جعفر المصور (95-158هـ، 714 – 775م) الذى بايع لمحمد بن الحسن ، النفس الذكية (93-145هـ ، 712-762م) بالخلافة إبان الثورة على بنى أمية .. لكن المنصور نقض بيعته وتولى الخلافة العباسية بانقلاب الشعوبية الخراسانية – بقيادة أبو مسلم الخراسانى (137هـ ، 754م) على العلويين ، فقاطع عمرو بن عبيد الدولة العباسية ورفض أن يلى هو أو أحد من أصحابه القضاء أو الولايات وقال للمنصور عندما دعاه إلى المشاركة فى إدارة الدولة 0إن أصحابى لا يألونك وهؤلاء الشياطين –الشعوبيون والخراسانيون – على بابك فإن هم أطاعوهم أغضبوا الله ، وإن عصوهم أغروك وألبوك عليهم .. ادعنا بعدلك تسخ أنفسنا بعونك .. ببابك ألف مظلمة ، أردد منها شيئاً نعلم أنك صادق .

هكذا كان شموخ العلماء أمام الخلفاء ، وهكذا كانت سلطة العلم والعلماء أعلى من سلطة الخلفاء والأمراء .. حتى عندما كان الخلفاء والأمراء علماء ؟؟.

Thursday, January 5, 2012

ليس مبارك وحده


هذه الاتهامات التى انهال بها ممثل النيابة على رأس الرئيس السابق فى قفصه فى أثناء مرافعته أمس وأول من أمس، هل يا ترى تخص مبارك وحده؟
دعنا نتحدث عن اليوم الأول من المرافعة، حيث كانت كلها اتهامات سياسية لنظام حكم بالقمع والاستبداد والفساد وتوريث البلد وبيعه، ولعل القارئ يتكرم ويتذكر من كان يكتب هذه الاتهامات فى مقالاته وصحفه وكتبه، بينما كانت النيابة مشغولة بالتحقيق معه لا بالتحقق من اتهاماته للرئيس، وهذا ما يقودنا إلى أن مبارك ليس وحده المتهم بهذه التهم المقذعة ويجب أن لا يكون وحده فى القفص حتى لو استأنس بوزير داخليته ورجال وزارته، هذه التهم حقيقية من وجهة نظرى قبل أن نسمع رأى المحكمة رغم أن القاضى مُطالَب بالحكم بالقانون لا بالسياسة كما نحكم نحن ونقضى، لكن رغم أنها تهمٌ حقيقية فإن المتهم ليس وحده، وله شركاء بعضهم فعلا فى طرة محبوسين على ذمة قضايا جنائية تافهة، بالمقارنة بإفساد الحياة السياسية ومشاركة مبارك فى تخريب وطن، لكن بعض شركاء مبارك، لا يزال يحكم مصر ويديرها حتى الآن سواء وزراء صحبوا مبارك عشرين عاما يوما بيوم، لا نطقوا ولا هاجموا ولا رفضوا ولا عارضوا ولا انشقوا ولا خرجوا ولا تبرؤوا ولا اعتزلوا بل تواطؤوا معه بالصمت وتورطوا معه بالقرارات، ومع ذلك هم لا يزالون بيدهم مُلك مصر وآلت إلى بعضهم ملكية الثورة!
حتى الذين ابتعدوا عن صورة الحكم فى عصر مبارك كانوا شركاء متواطئين من اللحظة الأولى على كل هذا الفساد والاستبداد الذى تذكرته النيابة الآن (وبالمناسبة أين كانت أجهزة العدالة وقتها؟ إن أسوأ وأحط ما يتعرض له بلد حين تكون العدالة تحت الطلب!).
المجلس العسكرى الذى يدير البلاد الآن ونحن نحذر كل ساعة من فشله البيِّن البائن فى إدارتها والانقلاب على ثورتها المجيدة حتى إنه بات يحذّر من الاحتفال بعيدها، فضلا عن أنه أصلا لم يعلن يوم 25 يناير عيدا وطنيا للثورة، كان جزءا أصيلا من حكم ونظام مبارك، كذلك رئيس وزراء مصر الآن (بمناسبة سأتجاهل فايزة أبو النجا!) هو رجل من هؤلاء الذين ينطبق عليهم خدمة نظام وعصر مبارك ولم نعرفه معارضا مختلفا رافضا للفساد والاستبداد، ورغم احترامى الحقيقى لشخص الدكتور كمال الجنزورى فإنه شريك متضامن مع مبارك فى كل شىء، حتى حين طلب منه مبارك الاستقالة من رئاسة الحكومة، فما الذى كتبه الجنزورى فى استقالته دليلا عندى على مشاركة مبارك فى مسؤولية الفساد والإفساد لكل من تعامل وتعاون وعمل معه؟ اقرأ معى نص الاستقالة حرفيا التى يقول فيها الدكتور كمال الجنزورى «السيد الرئيس إن نتيجة استفتاء السادس والعشرين من سبتمبر 1999 قد جاءت لتجدد ثقة الشعب بكم رئيسا يقود البلاد باقتدار لتحقيق الانطلاقة الكبرى فى القرن الجديد ولقد كنتم برعايتكم ومتابعتكم وتوجيهاتكم وراء كل إنجاز استطاعت هذه الحكومة أن تحققه منذ شرفت بتكليفكم لى فى الرابع من يناير 1996 بتشكيل حكومة قادرة على مواصلة مسيرة الإصلاح والتنمية والتقدم تبنى على ما تم تحقيقه وتضيف إليه وتعمقه للانتقال بالمجتمع المصرى لمشارف جديدة، ومن دواعى الغبطة والارتياح أن تمكنت الحكومة من الاستجابة لآمالكم العظيمة فى الخروج من القوالب الجامدة فى الأداء والانطلاق بالهمة المصرية الفائقة لبدء حضارة جديدة، كما اهتمت الحكومة بتحقيق نقلة نوعية فى الاقتصاد المصرى عن طريق استكمال برنامج الإصلاح الاقتصادى وتطبيق حزمة من السياسات والإجراءات التى تناولت تعديل البنية التشريعية وتهيئة بيئة جاذبة للاستثمار المحلى والأجنبى، وتابعت الحكومة الجهد العظيم الذى قمتم به لتخفيض الدين الخارجى على البلاد فالتزمت بمنهج عدم الاقتراض من الخارج، لقد قطعت الحكومة بقيادتكم شوطا ملموسا لتنفيذ برنامج متكامل للإصلاح والنهضة ولقد وفقنا الله وبقيادتكم لإنجاز جانب من تطلعات الشعب المصرى فى هذه المرحلة المهمة من حياتنا جميعا وإننا على أبواب مرحلة جديدة من مراحل العمل الوطنى متصل الحلقات إعمالا للتقاليد الدستورية المرعية نتقدم إليكم باستقالة الحكومة معربين عن أسمى آيات التقدير لكم داعين الله أن ترقى مصر بقيادتكم إلى المكانة اللائقة بها بين دول العالم».
هذه هى استقالة الجنزورى، أليست نموذجا فادحا (حذفت كلمة «فاضحا» بعد أن كتبتها!) للولاء الوظيفى والسياسى المنافق للرئيس والمتواطئ معه فى كل شىء والنافخ فى عظمة الرئيس وفضله وسياسته، فهل يجرؤ كائن من كان أن يدعى للجنزورى دورا معارضا أو مختلفا مع مبارك حتى يأتى ليكون رئيسا لحكومة ما بعد الثورة؟!
السؤال الآن للسيد رئيس النيابة وممثل الادعاء فى محاكمة مبارك: هل أنت متأكد أن كل هذه الاتهامات تخص متهما واحدا فى قفصه أمامكم أم أن هناك عشرات آخرين غابوا عن القفص ولم يتغيبوا عن التهمة؟
إن الله سبحانه وتعالى حين أغرق فرعون.. أغرق فرعون والذين معه



Sunday, January 1, 2012

لقاء باسم يوسف مع خيرى رمضان 1/1/2012

MALCOLM X: THE HOUSE NEGRO AND THE FIELD NEGRO

فيديو قمة الكوميديا المحزنة وسخرية ابراهيم عيسى من مهاجمة ميدان التحرير ...

محمد مسيحى!--إبراهيم عيسى--


إذن أن هناك جمهورا يؤيد المجلس العسكرى فهذا مؤكد.
وأن عدده ضخم وواسع فهذا حقيقى فعلا.
لكنه للمفاجأة جمهور ليس مؤثرا ولا يفرق فى إحداث أى تغيير فى الشارع أو فى الواقع ولا يملك أى قدرة على لعب دور فى الحياة السياسية ولا قيمة له فى موازين الداخل أو الخارج!
هل يبدو التوصيف قاسيا؟
ربما، لكن العودة إلى ثورة يناير ومجرياتها تكشف أن هذا الجمهور المؤيد والداعم للمجلس العسكرى هو نفسه الذى كان مؤيدا ومتعاطفا مع مبارك، هذا الجمهور الصامت المتفرج الممصمص شفاهه والمستنكر لشوية العيال اللى عاملين دوشة وموقّفين حال البلد!
هذا الجمهور هو جمهور المواطنين الشرفاء الذين يحبهم جدا المجلس العسكرى ويطلب منهم بوضوح أن يعترضوا مظاهرات الشباب وأن يضربوا المتظاهرين، ويفخر جنرالات المجلس أن هؤلاء المواطنين الشرفاء يدافعون عنه وينسى أنه بهذه الدعوات يشعل نار حرب أهلية وفتنة بين الشعب هى نفسها التى أرادها مبارك وسعى لها رجاله!
لماذا يتعاطف البعض مع المجلس العسكرى ضد الثوار الذين يطلبون فقط تنفيذ ما قامت الثورة من أجله؟
الحقيقة أن بين هؤلاء الملايين من المتعاطفين طيبين ووطنيين مخلصين وناسًا تعتقد أن العسكرى وسيلتنا للاستقرار وأنه صمام أماننا فى البلد، وهذا كلام له منطق ووجاهة ويمتلئ صدقا وإن كان خاليا من أى صحة!
لماذا؟ لأن بقاء المجلس العسكرى هو علامة على عدم الاستقرار، فلا يوجد بلد طبيعى يحكمه مجلس عسكرى!
ثم لأن المجلس العسكرى فاشل تماما فى السياسة والاقتصاد والأمن، كما أن تجارب الدول المجاورة التى تمر بذات الفترة من التحول بعد الثورة مثل تونس وليبيا ليس فيها مجلس عسكرى، والثورة هى التى تحكم من خلال مجلس انتقالى أو رئيس مؤقت، ومع ذلك هى أهدأ وأكثر وضوحا فى خطواتها، ثم إن الاستقرار حتى فى ليبيا شبه المحطمة أكثر رسوخا مما يحدث فى مصر العسكرية!
لكن كيف لا يرى الناس فى مصر هذه الحقائق واستسلموا لهذه الخزعبلات التى ينشرها المجلس العسكرى بإعلامه ومنافقيه الذين هو وهم إعلام ومنافقو مبارك أنفسهم؟
الإجابة تعود بنا إلى تأكيد أن النوع الأكبر والأوسع من متعاطفى العسكرى هو من تربى فى عصر مبارك على الطاعة للحاكم وعلى قبول الإهانة سواء من شرطى يسكعه على قفاه أو موظف يطلب منه رشوة أو مدرس يبتزه من أجل درس خصوصى أو من طبيب يمص دمه بثمن العملية… هذا النوع لا يجد مشكلة فى أن يقف بالساعات كى يحصل على أنبوبة أو ينضرب لأجل شراء رغيف عيش؟ وهؤلاء جميعا كانوا الجناح الأكثر تأييدا كالعميان لمبارك فى أثناء الثورة، وهؤلاء الذين كانوا يصدقون هراء إعلام مبارك نتيجة ضعف الوعى وانخفاض مستوى التعليم ومحدودية الثقافة وتضاؤل اهتمامه بالعمل العام وعدم فهمه السياسة ورضاه بالأمر الواقع وطموحه المحدود بلقمة العيش حتى لو مغموسة بالذل…
ثم هناك النوع الكاره للثورة والمنتمى إلى كل فساد سبقها والذى يريد أن يتخلص منها ويصيبها الفشل الذريع تشفيا وشماتة، وهذا النوع هو بالفعل أيتام مبارك وأرامل نظامه وقد انتقلوا من مصطفى محمود إلى العباسية بينما يسعد جدا بهم الجنرالات، تماما كما كان يسعد بهم أنس الفقى وجمال مبارك وصفوت الشريف!
النوع الثالث هو من المصريين الخائفين طول الوقت والقلقين دوما والمعتقدين أن كل حركة هى فوضى وكل حيوية هى توتر وكل متظاهر هو خائن بأجندة وكل سياسى هو صاحب مصلحة وكل سلطة هى مصدر أمان، فيرمون بخوفهم ورجفتهم بأنفسهم فى حضن الحاكم سواء كان مبارك أو كان جنرال مبارك.
النوع الرابع هو الذى صدّق أن محمد مسيحى!
وأصل الحكاية أن مرشح الكتلة المصرية فى الجيزة يحمل اسم «محمد فؤاد»، فلما قرر السلفيون والإخوان محاربته نشروا فى الدائرة كلها أن «المرشح محمد فؤاد مسيحى»، وكانت نساء الدعوة السلفية يقفن فى طوابير الانتخابات يرددن أن «محمد فؤاد مسيحى فلا تنتخبوه»… طبعا فشل محمد فؤاد فى انتخابات الإعادة، لكن الجمهور الذى ردّد أن مرشحا اسمه محمد هو رجل مسيحى والجمهور الذى صدق أن محمد مسيحى هو القاعدة العريضة لمحبى ومؤيدى والمتعاطفين مع المجلس العسكرى!