USATODAY.com News

Sunday, September 1, 2013

ألهم اني أبرأ إليك

بالامس بغداد واليوم دمشق وغداً القاهرة ألا لعنه الله على الظالمين ألهم اني أبرأ إليك من الاسلاميين السياسيين  الذين هم ،أحكمهم جاهل ،وأعقلهم خائن، وقليلهم خفيض الصوت سقط للمتاع
وأبرأ إليك ممن امتلك الوسيله  و صمت عن الظلم والافساد  عشرات السنين وهو قادر على التغير ولكنه صمت لاجل مصلحه شخصيه أو خنوثه في همته    .
0

بغداد لا تتألمي 
  مادام يحكمنا الجنون، سنرى كلاب الصيد تلتهم الأجنة في البطون
سنرى حقول القمح ألغاماً وضوء الصبح ناراً في العيون
سنرى الصغار على المشانق في صلاة الفجر جهراً يصلبون
ونرى على رأس الزمان عويل خنزيرٍ قبيح الوجه
يقتحم المساجد والكنائس والحصون
وحين يحكمنا الجنون .. لا زهرة بيضاء تشرق
فوق أشلاء الغصون
لا فرحة في عين طفل نام في صدر حنون
لا عدل... لا قانون... لا حق ... ولا عرض مصون
وتهُون أقدار الشعوب وكل شيء قد يَهُون
ما دام يحكمنا الجنون
أطفال بغداد الحزينة يسألون
عن أي ذنبٍ يُقتلون
يترنحون على شظايا الجوع يقتسمون خبز الموت . . . ثم يودعون
شبح الهنود الحمر يظهر
في صقيع بلادنا
ويصبح فينا الطامعون
من كل صوبٍ قادمون
من كل جنسٍ يزحفون
تبدو شوارعنا بلون الدم
والكهان في خمر الندامة غارقون
تبدو قلوب الناس أشباحاً
ويغدو الحلم طيفاً عاجزاً بين المهانة والظنون
هذي كلاب الصيد فوق رؤوسنا تعوي
ونحن إلى المهالك مسرعون
أطفال بغداد الحزينة
في الشوارع يصرخون
جيش التتار يدق أبواب المدينة كالوباء
ويزحف الطاعون
أحفاد هولاكو على جثث الصغار يزمجرون
جثث الهنود الحمر تطفو
فوق أعمدة الكنائس والثرى يغلي
صراخ الناس يقتحم السكون
أنهار دم فوق أجنحة الطيور الجارحات
مخالب سوداء تنفد في العيون
مازال دجلة يذكر الأيام . . .
والماضي البعيد يطل من خلف القرون
عَبَر الغزاة هنا كثيراً . . . ثم راحوا
أين راح العابرون ؟!
هذي مدينتنا . . وكم باغٍ أتى
ذهب الجميع ونحن فيها صامدون
سيموت هولاكو. . . ويعود أطفال العراق
أمام دجلة يرقصون
لسنا الهنود الحمر حتى تنصبوا فينا المشانق
في كل شبر من ثرى بغداد
نهراً . . . أو نَخِيلاً . . . أو حدائق
وإذا أردتم سوف نجعلها بنادق
سنحارب الطاغوت فوق الأرض
بين الماء . . . في صمت الخنادق
إنا كرهنا الموت . . . لكن
بأمر الله نشعلها حرائق
أطفال بغداد الحزينة . . . يرفعون الآن رايات الغضب
بغداد في أيدي الجبابرة الكبار
تضيع منا . . . تغتصب
أين العروبة والسيوف البِيض
والخيل الضواري والمآثر والنسب
أين الشعوب . . . وأين حكام العرب ؟
في معبد الطغيان يبتهل الجميع
ولا ترى غير العجب
البعض منهم قد شجب
والبعض في خزيٍ هرب
هناك من خلع الثياب لكل من هب ودب,
في ساحة الشيطان تقرأ سورة الدولار
يسعى الناس أفواجاً إلى حيث الغنائم والذهب
والناس تسأل عن بقايا أمة
تدعى العرب . . .
كانت تعيش من المحيط إلى الخليج
ولم يعد
في الكون شيء من مآثر أهلها
ولكل مأساة سبب
باعوا الخيول . . . وقايضوا الفرسان
في سوق الخطب
فليسقط التاريخ . . . و لتحيا الخطب
أطفال بغداد الحزينة يصرخون
يأتي إلينا الموت
في لِبْس الصغار
يأتي إلينا الموت . . . في اللعب الصغيرة
في الحدائق . . . في الأغاني
في المطاعم . . . في الغبار
تتساقط الجدران فوق مواكب التاريخ
لا يبقى لنا منها . . . جدار
عار على زمن الحضارة أي عار
من خلف آلاف الحدود
يطل صاروخ لقيط الوجه
لم يُعرف له أبداً مدار
ويصيح فينا
" أين أسلحة الدمار ؟ "
هل بعد موت الضحكة العذراء فينا
سوف يأتينا النهار
الطائرات تسد عين الشمس
والأحلام دوماً في انتحار
فبأي حق تهدمون بيوتنا
و بأي قانون تُدَمَّر ألف مئذنة وتنفث سيل نار
تمضى بنا الأيام في بغداد
من جوع . . . إلى جوع
ومن ظمأ . . . إلى ظمأ
ووجه الكون جوع ... أو حصار
يا سيد البيت الكبير
يا لعنة الزمن الحقير
في وجهك الكذاب تخفي ألف وجه مستعار
نحن البداية في الرواية ثم يرتفع الستار
هذي المهازل لن تكون نهاية المشوار
هل صار تجويع الشعوب
وسام عز و افتخار ؟!
هل صار قتل الناس في الصلوات
ملهاة الكبار ؟!
هل صار قتل الأبرياء
شعار مَجْدٍ و انتصار
أم أن حق الناس في أيامكم
نهْب . . . وذُل . . . وانكسار
الموت يسكن في كل شيء حولنا
ويطارد الأطفال من دار لدار
مازلت تسأل
" أين أسلحة الدمار ؟ "
أطفال بغداد الحزينة في المدارس يلعبون
كرة هنا . . . كرة هناك
طفل هنا . . . طفل هناك، قلم هنا . . . قلم هناك
لغم هنا . . . موت . . هلاك
بين الشظايا زهرة الصبار تبكى
والصغار على الملاعب يسقطون
بالأمس كانوا ...
كالحمائم في الفضاء يحلقون
بغداد يا بلد الرشيد
يا قلعة التاريخ والزمن المجيد
بين ارتحال الليل
والصبح المجنح لحظتان
موت . . . وعيد... ما بين أشلاء الشهيد
يهتز عرش الكون في صوت الوليد
ما بين ليل قد رحل
ينساب صبح بالأمل
لا تجزعي بلد الرشيد
لكل طاغية أجل
طفل صغير ذاب عشقاً في العراق
كراسة بيضاء يحضنها
وبعض الفل . . بعض الشعر والأوراق
حصالة فيها قروش
من بقايا العيد . . .
دمع جامد يخفيه في الأحداق
عن صورة الأب الذي قد غاب يوما ... لم يعد
وانساب مثل الضوء في الأعماق
يتعانق الطفل الصغير مع التراب
يطول بينهما العناق
خيط من الدم الغزير يسيل من فمه
يذوب الصوت في دمه المراق
تخبو الملامح ... كل شيء في الوجود
يصيح في ألم ... فراق
والطفل يهمس في أسى
أشتاق يا بغداد تمرك في فمي
من قال أن النفط أغلى من دمي
بغداد لا تتألمي
مهما تعالت صيحة الطغيان في الزمن العَمِي
فهناك في الأفق البعيد صهيل فجر قادمِ. في الأفق يبدو سرب أحلام يعانق
أنجمي
مهما توارى الحلم في عينيك
قومي .... واحلمي
و لتنثري في ماء دجلة أعظُمي
فالصبح سوف يطل يوماً
في مواكب مأتمي
بغداد لا تستسلمي
بغداد لا تستسلمي
من قال إن النفط أغلى من دمي؟
 فاروق جويدة

No comments:

Post a Comment