Monday, January 7, 2013
- من رائعة محمود درويش - مديح الظل العالي
أشـــلاؤنا أسماؤنا
حاصـر حصـارك بالجنون ِ …. وبالجنون ِ ….. وبالجنون ْ
ذهب الذين تحبهم ذهبوا
فإما أن تكون أو لا تكون
ســــقط القناع عن القناع عن القناع ســـقط القنـاع
ولا أحد ْ
إلاك في هذا المدى المفتوح للأعداء والنسيان
فاجعل كل ّ متراس ٍ بلد
لا ……… لا أحـــد ْ
سقط القناع :
عرب ٌ أطاعوا رومهم
عربٌ وباعوا روحهم
عرب ٌ…. وضاعوا
كـُن أنت َ. كـن حتى يكـــون !
لا ……… لا أحـــد ْ
وطني حقيبه
وحقيبتي وطن الغجر
شعب ٌ يخيـّم ُ في الأغاني والدخان
شعبٌ يفتش ُعن مكان
بين الشظايا والمطر
وجهي على الزهرة
الزهرة / الجمرة
وطني حقيبه
في الليل أفرشها سريرا ً
وأنام فيها
أخدع الفتيات فيها
أدفن الأحباب فيها
أرتضيها لي مصيرا ً
وأموت فيها
كفـِّي على النجمة
النجمة / الخيمه
وطني حقيبه
من جلد أحبابي
وأندلس القريبة
وطني على كتفي
بقايا الأرض في جسد العروبة
Wednesday, December 19, 2012
Achievement, in the narrow sense of possession, is a stale finale
Eugene O’Neill, the famous Nobel laureate in literature was quoted as saying, “It is the dream that keeps us fighting, willing—living! Achievement, in the narrow sense of possession, is a stale finale. The dreams that can be completely realized are not worth dreaming. The higher the dream, the more impossible it is to realize fully. But you would not say, since this is true, that we would dream only of the easily attained. A man wills his own defeat when he pursues the unattainable. But his struggle is his success! He is an example of the spiritual significance which life attains when it aims high enough, when the individual fights all the hostile forces within and without himself to achieve a future of nobler values. Such a figure is necessarily tragic. But to me he is not depressing; he is exhilarating! He may be a failure in our materialistic sense. His treasures are in other kingdoms. Yet isn’t he the most inspiring of all successes?”
Friday, December 7, 2012
هذه المرحلة هي الامتحان
ما يجري في مصر من منظور مختلف
بالمنظور التاريخي، ما يجري في مصر حاليا هو إثارة قضايا أساسية كانت مكبوتة في غرف الاستبداد الخلفية، أو مطمورة في أقبيته، أو ممنوعة من الحسم على الأقل. لقد انكشف غطاء الاستبداد، وفُسِح المجال للخصومة والتحاور بين أصحاب المواقف والآراء بشأن هذه القضايا، وذلك للتمايز وإعادة بناء الوحدة الوطنية المتمايزة في داخلها على درجة أعلى. وسوف تستمر هذه العملية حتى تجد الديمقراطية المصرية ذاتها وشخصيتها. ويفضّل أن تستمر لتستكمل في البرلمان والانتخابات والإعلام، وكذلك في النضال الشعبي اذا لزم الأمر.
هذه صيرورة طبيعية. وسوف تستقر في النهاية على عملية سياسية ذات قواعد متفق عليها.
المشكلة في حدّة ما نشهده أن القوى السياسية المختلفة، الحاكمة والمعارضة، بدأت من النهاية، أي من الصراع الحزبي على الحكم. في حين أن بناء الديمقراطية في بدايته الهشة يحتاج الى قدر كبير من التوافق، وإخضاع الخلافات الحزبية للمصلحة الوطنية المشتركة المتمثلة ببناء النظام الديمقراطي. الحزب الحاكم أراد أن ينتهز فرص فوزه الانتخابي بأكثرية حرجة للحكم حزبيا بالأغلبية، كما في دولة ديمقراطية عريقة، ولم يحاول أن يشرك حتى القوى التي ساهمت في وصوله الى الحكم عندما كان وضعه عسيرا بين جولتي الرئاسة الأولى والثانية. كما أراد أن يحسم قضايا مبدئية في الجمعية التأسيسية معتقدا ان الدولة مقسومة كما في عهد الاستبداد بين الدولة والإسلاميين، وأنه مع الإطاحة بالنظام السابق خلت الساحة للإسلاميين. في حين ان المجتمع المصري أكثر تنوعا وحيوية من هذا، كان عليه أن يقرأ نتائج انتخابات الجولة الرئاسية الأولى بشكل أدق.
أما القوى الثورية والمعارضة للنظام السابق، وبسبب إقصائها من قبل من تقمص شخصية "الحزب الحاكم"، فتحوّلت فورا إلى معارضة غير انتقائية في تحالفاتها كما في نظام حزبي عريق. تعارض كل شيء بحق وبغير حق، تعارض وتدين حتى خطوات النظام الصحيحة، كأن خلف الخطوة الصحيحة مؤامرة تربطها بالخطوات غير الصحيحة. لقد أصبح هدف هذه القوى إضعاف الحكم وفضحه تمهيدا للانتخابات المقبلة. وهذه لعبة حزبية مبكرة. أسوأ ما فيها أنها تضحي بالنقاش الحقيقي على مذبح التنافس. ولهذا لم نشهد نقاشا حقيقيا ومطولا وعلنيا حول بنود الدستور، بل نقاشا متأخرا، وغالبا كجزء من الصراع بعد صدور الإعلان الدستوري.
لقد اختلطت هذه اللعبة الحزبية قبل أوانها بقضايا مبدئية يجب ان تثار وتناقش. ومنها ما يحسم، ومنه ما يتم التوافق عليه.
سوف يطيل هذا الانحراف عن مسار الثورة الطريق قليلا، كما جرى في إعاقة المجلس العسكري عملية وضع الدستور بعد الثورة مباشرة، ومن قبل القوى الثورية ذاتها التي يشكل توافقها الإجماع الثوري المطلوب لوضع الدستور.
ولكنها صيرورة وسوف تستقر في النهاية. ولا توجد عودة الى الخلف. مصر سوف تصبح دولة ديمقراطية قوية. ولا شيء يمكنه ان يحتوي حيوية الشارع السياسي المصري وتعدديته.
يدعي البعض ان الثورات عززت من قوة الإسلاميين، وأنا أرى أنها عززت قوة الجميع. الإسلاميون والعلمانيون، اللبراليون والقوميون، كلهم عززوا قوتهم بزوال الاستبداد. التعددية هي التي ظهرت وبانت، ويشتد عودها كل يوم. ومن هنا يخطئ خطأ فادحا من ينعى الثورة المصرية، أو يدعي ان الإسلاميين صادروها. فمتى رأيتم العلمانيين واللبراليين بهذا القوة والتنظيم في مصر؟ ولكن علينا أن نذكر أنه لا هم يمكنهم أن يلغوا الإسلاميين، ولا الاسلاميون يمكنهم أن يلغوا اللبراليين واليسار والقوميين وغيرهم.
مخطئ كل من يفكر بالثنائيات، وبضرورة ان ينتصر طرف على طرف. سوف يكون على الجميع أن يتعايشوا ويتنافسوا في إطار نظام ديمقراطي. ولكن الصراع هو على قواعد هذا النظام، وقواعد النظام الديمقراطي لا تقتصر على حكم الأغلبية، بل تتضمن أمورا كثيرة أخرى، ومنها ما يضع قيودا على الأغلبية. وهذا ليس صراعا سهلا، والأجدى أن يتحول الى حوار. فهذا هو الطبيعي بين قوى خاضت الثورة سوية وكانت متفقة ان هدفها هو إقامة الديمقراطية، إذا كانت متفقة فعلا على هذا الهدف. فهذه المرحلة هي الامتحان.
عزمي بشارة
بالمنظور التاريخي، ما يجري في مصر حاليا هو إثارة قضايا أساسية كانت مكبوتة في غرف الاستبداد الخلفية، أو مطمورة في أقبيته، أو ممنوعة من الحسم على الأقل. لقد انكشف غطاء الاستبداد، وفُسِح المجال للخصومة والتحاور بين أصحاب المواقف والآراء بشأن هذه القضايا، وذلك للتمايز وإعادة بناء الوحدة الوطنية المتمايزة في داخلها على درجة أعلى. وسوف تستمر هذه العملية حتى تجد الديمقراطية المصرية ذاتها وشخصيتها. ويفضّل أن تستمر لتستكمل في البرلمان والانتخابات والإعلام، وكذلك في النضال الشعبي اذا لزم الأمر.
هذه صيرورة طبيعية. وسوف تستقر في النهاية على عملية سياسية ذات قواعد متفق عليها.
المشكلة في حدّة ما نشهده أن القوى السياسية المختلفة، الحاكمة والمعارضة، بدأت من النهاية، أي من الصراع الحزبي على الحكم. في حين أن بناء الديمقراطية في بدايته الهشة يحتاج الى قدر كبير من التوافق، وإخضاع الخلافات الحزبية للمصلحة الوطنية المشتركة المتمثلة ببناء النظام الديمقراطي. الحزب الحاكم أراد أن ينتهز فرص فوزه الانتخابي بأكثرية حرجة للحكم حزبيا بالأغلبية، كما في دولة ديمقراطية عريقة، ولم يحاول أن يشرك حتى القوى التي ساهمت في وصوله الى الحكم عندما كان وضعه عسيرا بين جولتي الرئاسة الأولى والثانية. كما أراد أن يحسم قضايا مبدئية في الجمعية التأسيسية معتقدا ان الدولة مقسومة كما في عهد الاستبداد بين الدولة والإسلاميين، وأنه مع الإطاحة بالنظام السابق خلت الساحة للإسلاميين. في حين ان المجتمع المصري أكثر تنوعا وحيوية من هذا، كان عليه أن يقرأ نتائج انتخابات الجولة الرئاسية الأولى بشكل أدق.
أما القوى الثورية والمعارضة للنظام السابق، وبسبب إقصائها من قبل من تقمص شخصية "الحزب الحاكم"، فتحوّلت فورا إلى معارضة غير انتقائية في تحالفاتها كما في نظام حزبي عريق. تعارض كل شيء بحق وبغير حق، تعارض وتدين حتى خطوات النظام الصحيحة، كأن خلف الخطوة الصحيحة مؤامرة تربطها بالخطوات غير الصحيحة. لقد أصبح هدف هذه القوى إضعاف الحكم وفضحه تمهيدا للانتخابات المقبلة. وهذه لعبة حزبية مبكرة. أسوأ ما فيها أنها تضحي بالنقاش الحقيقي على مذبح التنافس. ولهذا لم نشهد نقاشا حقيقيا ومطولا وعلنيا حول بنود الدستور، بل نقاشا متأخرا، وغالبا كجزء من الصراع بعد صدور الإعلان الدستوري.
لقد اختلطت هذه اللعبة الحزبية قبل أوانها بقضايا مبدئية يجب ان تثار وتناقش. ومنها ما يحسم، ومنه ما يتم التوافق عليه.
سوف يطيل هذا الانحراف عن مسار الثورة الطريق قليلا، كما جرى في إعاقة المجلس العسكري عملية وضع الدستور بعد الثورة مباشرة، ومن قبل القوى الثورية ذاتها التي يشكل توافقها الإجماع الثوري المطلوب لوضع الدستور.
ولكنها صيرورة وسوف تستقر في النهاية. ولا توجد عودة الى الخلف. مصر سوف تصبح دولة ديمقراطية قوية. ولا شيء يمكنه ان يحتوي حيوية الشارع السياسي المصري وتعدديته.
يدعي البعض ان الثورات عززت من قوة الإسلاميين، وأنا أرى أنها عززت قوة الجميع. الإسلاميون والعلمانيون، اللبراليون والقوميون، كلهم عززوا قوتهم بزوال الاستبداد. التعددية هي التي ظهرت وبانت، ويشتد عودها كل يوم. ومن هنا يخطئ خطأ فادحا من ينعى الثورة المصرية، أو يدعي ان الإسلاميين صادروها. فمتى رأيتم العلمانيين واللبراليين بهذا القوة والتنظيم في مصر؟ ولكن علينا أن نذكر أنه لا هم يمكنهم أن يلغوا الإسلاميين، ولا الاسلاميون يمكنهم أن يلغوا اللبراليين واليسار والقوميين وغيرهم.
مخطئ كل من يفكر بالثنائيات، وبضرورة ان ينتصر طرف على طرف. سوف يكون على الجميع أن يتعايشوا ويتنافسوا في إطار نظام ديمقراطي. ولكن الصراع هو على قواعد هذا النظام، وقواعد النظام الديمقراطي لا تقتصر على حكم الأغلبية، بل تتضمن أمورا كثيرة أخرى، ومنها ما يضع قيودا على الأغلبية. وهذا ليس صراعا سهلا، والأجدى أن يتحول الى حوار. فهذا هو الطبيعي بين قوى خاضت الثورة سوية وكانت متفقة ان هدفها هو إقامة الديمقراطية، إذا كانت متفقة فعلا على هذا الهدف. فهذه المرحلة هي الامتحان.
عزمي بشارة
Tuesday, November 27, 2012
Sunday, November 25, 2012
Saturday, November 17, 2012
Wednesday, November 7, 2012
أبشر بخير فإن الفارج الله

الحمد لله المتفرد بالعزة والبقاء، الذي
كتب على كل المخلوقات الفناء فقال: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ *
وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}... (الرحمن
الآيات 26-27). وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وبعد:
فإن هذه الدار الدنيا دار مصائب وشرور، ليس فيها لذة على الحقيقة إلا وهي مشوبة بكَدَر؛ فما يُظن في الدنيا أنه شراب فهو سراب، وعمارتها - وإن حسنت صورتها - خراب ، إنها على ذا وضعت، لا تخلو من بلية ولا تصفو من محنة ورزية، لا ينتظر الصحيح فيها إلا السقم، والكبير إلا الهرم، والموجود إلا العدم، على ذا مضى الناس؛ اجتماعٌ وفرقة، وميتٌ ومولود، وبِشْرٌ وأحزان:
والمرء رهن مصائب ما تنقضي حتى يوسد جسمه في رمسه
فمؤجَّل يلـقى الــردى في غــيـره ومعجل يلقى الردى في نفسه
فإن هذه الدار الدنيا دار مصائب وشرور، ليس فيها لذة على الحقيقة إلا وهي مشوبة بكَدَر؛ فما يُظن في الدنيا أنه شراب فهو سراب، وعمارتها - وإن حسنت صورتها - خراب ، إنها على ذا وضعت، لا تخلو من بلية ولا تصفو من محنة ورزية، لا ينتظر الصحيح فيها إلا السقم، والكبير إلا الهرم، والموجود إلا العدم، على ذا مضى الناس؛ اجتماعٌ وفرقة، وميتٌ ومولود، وبِشْرٌ وأحزان:
والمرء رهن مصائب ما تنقضي حتى يوسد جسمه في رمسه
فمؤجَّل يلـقى الــردى في غــيـره ومعجل يلقى الردى في نفسه
فَمَنْ من الناس على وجه الأرض لم يصب بمصيبة صغرت أو كبرت؟!.
ثمانيـة لابد منها على الفتى ولابد أن تجري عليه الثمانية
سرور وهم واجتماع وفرقة وعسر ويسر ثم سقم وعافية
ثمانيـة لابد منها على الفتى ولابد أن تجري عليه الثمانية
سرور وهم واجتماع وفرقة وعسر ويسر ثم سقم وعافية
وهذه كلمات
أحببنا من خلالها توجيه رسالة لكل من ابتلي بفقد حبيب أو عزيز أو قريب،
ليتصبر ويرضى ويسلم راجيا من الله تعالى عظيم الأجر وحسن الخلف، فنقول:
من أعظم ما يعين على الصبر عند فقد الأحبة:
النظر في عاقبة الصبر والرضا
فقد وعد الله عبادة الراضين الصابرين أجرا عظيما وفضلا كبيرا.
النظر في عاقبة الصبر والرضا
فقد وعد الله عبادة الراضين الصابرين أجرا عظيما وفضلا كبيرا.
لو
تدبر العبد قول الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ
وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ
عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُهْتَدُونَ}... (البقرة الآيات 155-157).
سبحان الله صلاة ورحمة وهدى لمن كان من الصابرين، قال عبد الله بن مطرف رحمه الله عندما مات ولده: والله لو أن الدنيا وما فيها لي، فأخذها الله عز وجل مني، ثم وعدني عليها شربة من ماء لرأيتها لتلك الشربة أهلاً، فكيف بالصلاة والرحمة والهدى؟!.
انظر إلى أم سلمة رضي الله عنها حين توفي زوجها أبو سلمة رضي الله عنه قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلفني خيراً منها، إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها" قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت: ومن خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ثم عزم الله عليَّ، فقلتها، قالت: فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ومن خير من رسول الله؟!.
أجر الصابر على فقد الولد
وإذا كان من أعظم المصائب التي يصاب بها المرء أن يفقد ولده فقد ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعين على الصبر على هذه المصيبة العظيمة، فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات ولد الرجل يقول الله تعالى لملائكته: أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول -وهو أعلم-: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ قالوا: حمدك واسترجع. فيقول الله جلَّ وعلا: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة، وسمُّوه بيت الحمد". والبيت لابد له من ساكن فيا لها من بشارة ما أعظمها!.
وروى الإمام أحمد رحمه الله من حديث معاوية بن قرة أن رجلاً كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أتحبه؟" فقال: يا رسول الله! أحبك الله كما أُحبُّه. فتفقده النبي! فقال: "ما فعل ابن فلان؟" فقالوا: يا رسول الله! مات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه: "أما تحب أن تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عليه ينتظرك؟" فقال رجل: يا رسول الله! أله خاصة أم لكلنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "بل لكلِكم".
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها، فقالت: يا رسول الله! ادعُ الله له؛ فلقد دفنت ثلاثة قبله. فقال صلى الله عليه وسلم: "دفنت ثلاثة؟!" -مستعظمًا أمرها- قالت: نعم، قال:" لقد احتظرت بحظار شديد من النار ". أي: لقد احتميت بحمى عظيم من النار.
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله عز وجل: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صَفِّيَه من أهل الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنة".
وهناك غيرها من أحاديث المصطفى التي فقهها السلف الصالح رضي الله عنهم فأحب بعضهم لو أنه قدم فرطا يحتسبه ويفوز بهذا الفضل، هذا عمر بن عبد العزيز يدخل على ولده عبد الملك رحمه الله في مرضه الذي مات فيه فيقول:
يا بني! كيف تجدك؟ قال: تجدني -أبتاه- في الموت. قال: يا بني! لأن تكون في ميزاني أحب إليَّ من أن أكون في ميزانك، فقال الابن: يا أبتِ! والله لأن يكون ما تحبُّه أحبُّ إليَّ من أن يكون ما أحبُّه، ثم مات -عليه رحمة الله-.
إبراهيم الحربي وولده
وكان لإبراهيم الحربي رحمه الله ولد بلغ الحادية عشرة وقد حفظ القرآن ولقنه أبوه جانبا كبيرا من الفقه، فمات فلما جاءه بعض المعزين قال إبراهيم: والله لقد كنت على حبي له أشتهي موته، فقال له المعزي: أنت عالم الدنيا تقول ذلك في صبي قد حفظ القرآن، ولقنته الحديث والفقه؟ قال: نعم أو يخفى عليك أجر تقديمه؟ -أو كما قال- ثم قال: وفوق ذلك فلقد رأيت في منامي كأن القيامة قامت، وكأن صبياناً بأيديهم قلال فيها ماء يستقبلون الناس، فيسقونهم، وكان اليوم حارّاً شديد حره، قال: فقلت لأحدهم: اسقني من هذا الماء. قال: فنظر إليَّ وقال: لست أبي. قال: قلت: من أنتم؟ قال: نحن الصبية الذين مِتْنا، واحتسبنا آباؤنا ننتظرهم لنسقيهم، فنسقيهم الماء. قال: فلذلك اشتهيت موته، والحمد لله، وإنا لله وإنا إليه راجعون!.
ووقف محمد بن سليمان على قبر ابنه وفلذة كبده بعد ما دفنه قائلاً: كل ذلك في كتاب، الحمد لله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم إني أرجوك له، وأخافك عليه. اللهم فحقِّقْ رجائي فيه، وآمِنْ خوفي عليه.
أم عقيل
ونختم بما ذكره ابن الجوزي رحمه الله عن الأصمعي خرجت أنا وصديق لي إلى البادية، فضللنا الطريق؛ فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق، فقصدنا نحوها، فسلمنا؛ فإذا عجوز ترد السلام، ثم قالت: من أنتم؟ قلنا: قوم ضللنا الطريق، وأَنِسْنَا بكم، وقوم جياع. قالت: ولُّوا وجوهكم حتى أقضي من حقكم ما أنتم له أهل.
ففعلنا، وجلسنا على فراش ألْقَتْهُ لنا، وإذا ببعير مقبل، عليه راكب، وإذا بها تقول: أسأل الله بركة المقبل، أما البعير فبعير ولدي، وأما راكبه فليس بولدي. جاء الراكب، وقال: يا أم عقيل! السلام عليك.. أعظم الله أجرك في عقيل، فقالت: ويحك! أوقد مات عقيل؟ قال: نعم. قالت: وما سبب موته؟ قال: ازدحمت عليه الإبل فرمت به في البئر، فقالت: انزل، ودفعت له كبشاً، ونحن مدهوشون، فذبحه وأصلحه، وقرَّب إلينا الطعام، فجعلنا نتعجب من صبرها؛ فلما فرغنا قالت:
هل فيكم أحد يحسن من كتاب الله -عز وجل- شيئاً فقلنا: نعم. قالت: فاقرءوا عليَّ آيات أتعزَّى بها عن ابني، فقرأ: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}... (البقرة:155-157) قالت: آللهِ إنها لفي كتاب الله؟ قلت: والله إنها لفي كتاب الله. قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، صبراً جميلاً، وعند الله أحتسب عقيلاً. اللهم إني فعلت ما أمرتني به؛ فأنجز لي ما وعدتني، ولو بقي أحد لأحد لبقي محمد صلى الله عليه وسلم لأمته.
الفرج قريب
يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطـع أحيانـا بصاحـبـه لا تيأسن فإن الكافي الله
الله يُحدث بعـد الـعـسر ميسرة لا تجزعن فإن الكاشف الله
إذا بليت فـثـق بالله وارض به إن الذي يكشف البلوى هو الله
والله مالـك غـيـر الله مـن أحد فحسبك الله في كل لك الله
نسأل الله أن يعافي المسلمين من كل مكروه وسوء، وأن يرزقنا وإياهم الصبر والرضا، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.
المصدر: موقع اسلام ويبسبحان الله صلاة ورحمة وهدى لمن كان من الصابرين، قال عبد الله بن مطرف رحمه الله عندما مات ولده: والله لو أن الدنيا وما فيها لي، فأخذها الله عز وجل مني، ثم وعدني عليها شربة من ماء لرأيتها لتلك الشربة أهلاً، فكيف بالصلاة والرحمة والهدى؟!.
انظر إلى أم سلمة رضي الله عنها حين توفي زوجها أبو سلمة رضي الله عنه قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلفني خيراً منها، إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها" قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت: ومن خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ثم عزم الله عليَّ، فقلتها، قالت: فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ومن خير من رسول الله؟!.
أجر الصابر على فقد الولد
وإذا كان من أعظم المصائب التي يصاب بها المرء أن يفقد ولده فقد ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعين على الصبر على هذه المصيبة العظيمة، فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات ولد الرجل يقول الله تعالى لملائكته: أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول -وهو أعلم-: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ قالوا: حمدك واسترجع. فيقول الله جلَّ وعلا: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة، وسمُّوه بيت الحمد". والبيت لابد له من ساكن فيا لها من بشارة ما أعظمها!.
وروى الإمام أحمد رحمه الله من حديث معاوية بن قرة أن رجلاً كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أتحبه؟" فقال: يا رسول الله! أحبك الله كما أُحبُّه. فتفقده النبي! فقال: "ما فعل ابن فلان؟" فقالوا: يا رسول الله! مات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه: "أما تحب أن تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عليه ينتظرك؟" فقال رجل: يا رسول الله! أله خاصة أم لكلنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "بل لكلِكم".
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها، فقالت: يا رسول الله! ادعُ الله له؛ فلقد دفنت ثلاثة قبله. فقال صلى الله عليه وسلم: "دفنت ثلاثة؟!" -مستعظمًا أمرها- قالت: نعم، قال:" لقد احتظرت بحظار شديد من النار ". أي: لقد احتميت بحمى عظيم من النار.
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله عز وجل: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صَفِّيَه من أهل الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنة".
وهناك غيرها من أحاديث المصطفى التي فقهها السلف الصالح رضي الله عنهم فأحب بعضهم لو أنه قدم فرطا يحتسبه ويفوز بهذا الفضل، هذا عمر بن عبد العزيز يدخل على ولده عبد الملك رحمه الله في مرضه الذي مات فيه فيقول:
يا بني! كيف تجدك؟ قال: تجدني -أبتاه- في الموت. قال: يا بني! لأن تكون في ميزاني أحب إليَّ من أن أكون في ميزانك، فقال الابن: يا أبتِ! والله لأن يكون ما تحبُّه أحبُّ إليَّ من أن يكون ما أحبُّه، ثم مات -عليه رحمة الله-.
إبراهيم الحربي وولده
وكان لإبراهيم الحربي رحمه الله ولد بلغ الحادية عشرة وقد حفظ القرآن ولقنه أبوه جانبا كبيرا من الفقه، فمات فلما جاءه بعض المعزين قال إبراهيم: والله لقد كنت على حبي له أشتهي موته، فقال له المعزي: أنت عالم الدنيا تقول ذلك في صبي قد حفظ القرآن، ولقنته الحديث والفقه؟ قال: نعم أو يخفى عليك أجر تقديمه؟ -أو كما قال- ثم قال: وفوق ذلك فلقد رأيت في منامي كأن القيامة قامت، وكأن صبياناً بأيديهم قلال فيها ماء يستقبلون الناس، فيسقونهم، وكان اليوم حارّاً شديد حره، قال: فقلت لأحدهم: اسقني من هذا الماء. قال: فنظر إليَّ وقال: لست أبي. قال: قلت: من أنتم؟ قال: نحن الصبية الذين مِتْنا، واحتسبنا آباؤنا ننتظرهم لنسقيهم، فنسقيهم الماء. قال: فلذلك اشتهيت موته، والحمد لله، وإنا لله وإنا إليه راجعون!.
ووقف محمد بن سليمان على قبر ابنه وفلذة كبده بعد ما دفنه قائلاً: كل ذلك في كتاب، الحمد لله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم إني أرجوك له، وأخافك عليه. اللهم فحقِّقْ رجائي فيه، وآمِنْ خوفي عليه.
أم عقيل
ونختم بما ذكره ابن الجوزي رحمه الله عن الأصمعي خرجت أنا وصديق لي إلى البادية، فضللنا الطريق؛ فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق، فقصدنا نحوها، فسلمنا؛ فإذا عجوز ترد السلام، ثم قالت: من أنتم؟ قلنا: قوم ضللنا الطريق، وأَنِسْنَا بكم، وقوم جياع. قالت: ولُّوا وجوهكم حتى أقضي من حقكم ما أنتم له أهل.
ففعلنا، وجلسنا على فراش ألْقَتْهُ لنا، وإذا ببعير مقبل، عليه راكب، وإذا بها تقول: أسأل الله بركة المقبل، أما البعير فبعير ولدي، وأما راكبه فليس بولدي. جاء الراكب، وقال: يا أم عقيل! السلام عليك.. أعظم الله أجرك في عقيل، فقالت: ويحك! أوقد مات عقيل؟ قال: نعم. قالت: وما سبب موته؟ قال: ازدحمت عليه الإبل فرمت به في البئر، فقالت: انزل، ودفعت له كبشاً، ونحن مدهوشون، فذبحه وأصلحه، وقرَّب إلينا الطعام، فجعلنا نتعجب من صبرها؛ فلما فرغنا قالت:
هل فيكم أحد يحسن من كتاب الله -عز وجل- شيئاً فقلنا: نعم. قالت: فاقرءوا عليَّ آيات أتعزَّى بها عن ابني، فقرأ: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}... (البقرة:155-157) قالت: آللهِ إنها لفي كتاب الله؟ قلت: والله إنها لفي كتاب الله. قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، صبراً جميلاً، وعند الله أحتسب عقيلاً. اللهم إني فعلت ما أمرتني به؛ فأنجز لي ما وعدتني، ولو بقي أحد لأحد لبقي محمد صلى الله عليه وسلم لأمته.
الفرج قريب
يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطـع أحيانـا بصاحـبـه لا تيأسن فإن الكافي الله
الله يُحدث بعـد الـعـسر ميسرة لا تجزعن فإن الكاشف الله
إذا بليت فـثـق بالله وارض به إن الذي يكشف البلوى هو الله
والله مالـك غـيـر الله مـن أحد فحسبك الله في كل لك الله
نسأل الله أن يعافي المسلمين من كل مكروه وسوء، وأن يرزقنا وإياهم الصبر والرضا، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.
Friday, November 2, 2012
Monday, October 29, 2012
Thursday, October 25, 2012
Subscribe to:
Posts (Atom)