USATODAY.com News

Thursday, May 5, 2011

حكم وآداب متنوعة

ما ينبغي للعالم أن يطلب طاعة غيره وطاعة نفسه ممتنعة عليه.
يَا أيُّها الرجلُ المُعَلِّم غيرَهُ
تَصِفُ الدواءَ لِذِي السِقامِ مِن الضنى
ما زِلْتَ تُلْقَحُ بالرشَّادِ عُقُولنا

هَلاَّ لِنَفْسِكَ كانَ ذَا التَّعْلِيْمُ
كيما يَصِحُ بِهِ وأنْتَ سَقيمُ
عظت وأنت من الرشاد عَدِيْمُ

إذا وليت أمرًا فأبعد عنك الأشرار والفسقة والمجرمين، فإن جميع عُيوبهم تُنسبُ  إليك رضيت أم سخطت.
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه

فكل قرين بالمقارن يقتدي

آخر:
فإنَّ قَرِينَ السُوءِ يُرْدِي وشَاهِدِي

كما شَرقَتْ صَدْرُ القَنَاة من الدَّمِ

الحكمة كالجواهر في الصدف في قعور البحار، فلا تنال إلا بالغواصين الحذَّاق.
العاقل لا تدعُهُ عيوبه يفرح بما ظهر من محاسنه.
النصح بين الناس تقريع.
إعادة الإعتذار تذكير للذنب وما عفا عن الذنب من ويَّخ به.
رب كلام جوابه السكوت، ورب عملٍ الكفُ عنه أفضل، ورب خصومة الإعراض عنها أصوب.
الدنيا تُهينُ مَن كانْتْ تكْرمُه
نَميْرُ من أمِّنَا الغَبْراءِ مِيْرتَنَا

والأرضُ تأكل مَن كانْتْ تطْعِمُه
ولِلْبَسِيْطَةِ مِنْ أجْسَادِ نَامِيَرُ

أمر الدنيا أقصر من أن تتعادى فيه النفوس، وأن تتفانا وأن تطاع فيه الضغائن والأحقاد.
وقال: لا يستطيع أحد أن يجد الخير والحكمة إلا أن تُخلص نفسه في المعاد، ولا خلاص له إلا أن تكون له ثلاثة أشياء: وزير، وولي، وصديق.
فوزيره عقله، ووليه عفته، وصديقه عمله الصالح.
الجود أن تجود بمالك، وتصون نفسك عن مال غيرك، وأقصى غاية الجود أن تجود بنفسك في سبيل الله.
يَجُوْدُ بالنَّفْسِ إنْ ظَنَّ البخيلُ بها

والجُوْدُ بالنَّفْسِ أَقْصَى غَايَةِ الجَودِ

قابل  غضبك بحلمك، وجهلك بعلمك، ونسيانك بذكرك، وتزود من الخير وأنت مقبل خير من أن تتزود وأنت مدبر.
العجب ممن يحتمي من المآكل الرديئة ولا يترك الذنوب مخافة رب العالمين، ويستحي من الخلق ولا يستحق ممن لا تخفى عليه خائفة، قال تعالى: ]يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ[.
العمى خيرٌ من الجهل؛ لأن العمى يخافُ منه السُقوط في حُفرة، والجهل يخاف منه الوقوع في الهلاك.
ينبغي للرئيس أن يبتدي بتقويم نفسه قبل أن يبتدي بتقويم رعاياه.
وإلا كان بمنزلة من رام استقامة ظل معوجِّ قبل تقويم عوده الذي هو ظل له.
إبْدَأُ بِنَفْسِكَ فانْهَهَا عن غَيِّهَا
فهناكَ يُقْبلُ ما تقُولُ ويُقْتَدَى

فإذا إنْتَهَتْ عنه فأنْتَ حَكَيُم
بالرَّأي مِنْك ويَنْفَعُ التَّعْليمُ

استدامةُ الصحة تكون بإذن الله بترك التكاسُل عن التَّعب، وبترك الامتلاء من الطعام والشراب وترتيب المآكل.
للقلب آفتان الهمُّ والغم، فالغمُ يعرض منه النوم، والهم يعرضُ منه السهر.
العلم كثير والعمر قصير فخذ من العلم أحسنه وما بلغك قليله إلى كثيره.
ما حوى العلم من الخلق أحد
إنَّما العِلْمُ كَبَحْرٍ زاخرٍ

لا ولو حاوله ألف سَنةْ
فاتَّخذْ مِن كُلْ شيءٍ أَحْسَنَهُ

 عجبًا لمن عرف الدُنيا وأنها دار فناء كيف تلهيه عن دار البقاء التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
إعطاء المريض ما يشتهيه أنفع له من أخذه كل ما لا يشتهيه.
الدنيا تنصح تاركها وتغش طالبها، فنصيحتها لتاركها ما تُريه من تغيرها بأهلها وفتكها بهم ونكدها وكدرها وغمومها وهمومها، وغشها لطالبها ما تذيبقه من لذة ساعتها ثم تعقبُهُ مرارة طعمها وسُوء مُنقلبها.
طالب الدنيا كناظر السراب يحسبه سببًا لريه فيتعب نفسه في طلبه، فإذا جاءه خانه ظنه وفاته أمله وبقي عطشه ودامت حسرته وندامتُهُ وخسر طُول عنائه.
وقال آخر: الإنسان في الدنيا مُعذَّبٌ بجميع أحوالها غير باق عليه ما يصيرُ إليه من أسبابها.
قليل التهنئة بما يجده من ملاذها دائم النكد والكبد والغُصص بمفارقة أحبابه فيها.
يا هذا الدنيا وراءك والآخرة أمامك والطلب لما وراءك هزيمةٌ، إنما يعجب بالدنيا من لا فهم له الدنيا كأضغاث أحلام تسرُّ النائم.
لُعب خيال يحسبها الطفل حقيقةً، فأما العاقل فيفهمها.
رَأَيْتُ خَيَاَ الظِلِ أكْبَرَ عْبَرةٍ
شُخُوصٌ وأشْبَاحٌ تَمُرُّ وتَنْقَضي

لمنْ هُو في علْمِ الحَقيْقَةِ رَاقِي
جَمْيعًا وتَفْنى والمُحَرِّكُ بَاقِ

قال ثابت بن قرة: راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة الروح في قلة الآثام، وراحة اللسان في قلة الكلام، قلت: إلا بذكر الله فكثرته أولاً.
والذنوب للقلب بمنزلة السموم إن لم تهلكه أضعفته ولابُدَّ، والضعيف لا يقوى على مقاومة العوارض، قال عبدالله بن المبارك:
رَأَيْتُ الذُنُوبَ تُمِيْتُ القُلوب
وتَرْكُ الذُنُوبِ حَيَاةُ القُلوبِ

وقد يُورثُ الذلَّ إدْمَانُهَا
وخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَا

كل شيء إذا كثر رخص إلا العلم والعقل كلما كثر أحدهما إلا، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
--عبد العزيز بن محمد السلمان---

No comments:

Post a Comment