USATODAY.com News

Wednesday, October 10, 2012

اللغة العربية




البقاء لي الله!
(البقاء لي الله في وفات جنودنا في سيناء، وباقة ورد لي كل شهيد منهم!)
رغم أن العنوان والجملة السابقة تنعيان شهداءنا الأبرار في سيناء، لكنها تنعي معهم لغتنا العربية الممتَهنة بعد أن مرمط بها أبناءها البلاط من المحيط إلى الخليج!
فرغم أن البلاد الخليجية تعوم في بحار من النفط والغاز وتلعب بالريالات والدراهم والدنانير لعب، مما جعل الجزيرة العربية قبلة الشرقيين للعمل وتحسين مستواهم وركوب أحدث السيارات، والغربيين للحصول على أجور فلكية لايحصلون على عشرها في بلادهم، لكن الخليجيين لم يستغلوا احتياج هؤلاء لهم ولأموالهم، في فرض احترام ونشر ودعم اللغة العربية..
كان يمكن أن توضع الشروط الصارمة لقبول طلبات جحافل الراغيبن في العمل بالإلمام -مجرد الإلمام- باللغة العربية..
لكن الواقع الذي يحدث هو العكس تماماً.. فقد طاردت تلك الأقطار العربية لغة بلادهم وقرآنهم، فاحتقروها واضطهدوها وحاصروها و(زنقوها) في أضيق زاوية!
صارت تلك الدول النفطية تتباهى وتزهو بأن اللغة الإنجليزية هي التي يتعامل بها كل البشر على أراضيها!
لايمكن أن تجري اتصالاً بإحدى الوزارات أو المولات ويرد عليك أحد باللغة العربية، حتى لو كان عربياً..
وضعت الشركات الكبرى قواعد بتجريم من يتحدث العربية داخلها - ولو في الكافيتريا الخاصة بالشركة - مادام هناك موظفون غربيون متواجدين في نفس المكان!
صار إتقان الإنجليزية شرطاً للقبول في كل الوظائف، كاد أن يطال ذلك (مدرّس اللغة العربية)!
تنكُر واحتقار العرب هناك للغتهم.. وجَهْلُ كثير من المصريين بها في أرض الكنانة اتّحدا واتفقا على اغتيال هذه اللغة المحترمة والمظلومة معنا!
صارت الكلمات العربية تُكتب بالشبه.. (كالأستاز الزي يجاذف بتاريخة كلة ولا يراعي دميره من إجل أشباع شهوتة للمال).. وكالذين يكتبونها بالحروف اللاتينية zai el shabab elli 7tta kerho shakl el 7rof el 3arabia
اللغة المشوهة التي نكتب بها أصبح لافرق فيها بين السين والثاء والطاء والتاء، وخد عندك.. كل الأخطاء التالية استخلصتها من صفحة واحدة على الفيس بوك:
اطلقوا صراحك - شخص غير ادامى - تنزيف الغرفة الوثخة - من حقنا ان ننقضة (ننقده) - استيقذو من ثباتكم - عيب ان يتحدس هكزا - استحمه بكام مليون من ضمن المساريف - كلكم من المودير لغيط السايس - وهو دة مربط الفرص - نحنو نختلف مع سياسته - شرأ الاساس والسجاجيد!
ولاشك أن (انعدام) التعليم -تقريباً- هو السبب في هذا التردي المخجل وهو أيضاً السبب في أن الناس تكتب الآن (سماعي) فالكثير لم يرَ في حياته الذال أو الظاء.. فاستغنى عنهما بالـ (ز).. ولم يصادف الضاض في قراءاته السابقة فوجد ضالته في الـ (د)..وهكذا أصبحنا الآن.. وهذا ما آل إليه مستوانا الثقافي وماانحدر به الحال ببلد رفاعة الطهطاوي والمنفلوطي والعقاد والمازني و(ناجيب محفوز)! 

 بقلم – خالد الصفتي

No comments:

Post a Comment