USATODAY.com News

Sunday, December 18, 2011

مجلس الخونه/الفاشلين

ليته ساند مبارك!

هى نفس النكتة من الرئيس إلى المشير، من مبارك إلى طنطاوى، حيث كان الناس يردون على تبكيت مبارك وزبانيته لهم والتنطيط على الشعب بأنه هو صاحب الطلعة والضربة الجوية الأولى فى حرب أكتوبر ضد إسرائيل بأنه ياريت مبارك ضرب مصر الضربة الجوية الأولى وحكم إسرائيل الثلاثين عاما، ها نحن نتمنى ردا على الإلحاح اللجوج الذى يقطر من أفواه منافقى المجلس العسكرى «وهم للدهشة التى لم تعد تدهش أحدا نفس زبانية ومنافقى حسنى مبارك» بأنه ياريت الجيش وقف مع مبارك خلال الثورة وضربنا بالقنابل والمدفعية أحسن مليون مرة من وقوفه على الحياد، فأمسك بقيادة الثورة فأجهضها وقتل وأصاب ثوارها وفقأ عيونهم وشوّه سيرتهم وأطلق شرطته العسكرية تنهش فى أعراضهم، كان أرحم لنا وأفضل لمصر أن يقرر المشير طنطاوى أن يساند رئيسه الذى اختاره بجواره عشرين عاما وزيرا للدفاع، وناصب الشعب العداء وضربنا بالرصاص فى ميدان التحرير وسقط منا الشهداء الأبرار فى سبيل الحرية، لكن الثورة ساعتها كانت ستنتصر حتما كما انتصرت على كل الجيوش العربية التى ناصرت حاكمها المستبد من ليبيا حتى اليمن، وكانت ثورتنا ستنجح كاملة ومتممة وسيرحل طنطاوى بمجلس جنرالاته مع مبارك وسيتسلم الثوار حكم البلاد بدلا من حالنا المخنثة التى عشناها عشرة أشهر لمجلس عسكرى يكره الثورة ويطعن فى الثوار ويمقت كل قيمة عظيمة فى هذه الثورة ويبدد كل انتصار لها.
مشكلتنا الحقيقية مع المجلس العسكرى ليست فى كراهيته للثورة فقط بل فى فشله، نعم هو يفشل تماما، دعك من أنه يقتل الشباب الثائر فى كل مواجهة من مظاهرات تسعة مارس إلى ماسبيرو إلى «محمد محمود» إلى مجلس الوزراء، فقد فهمنا أنه يكره الثورة ولا يطيق ثوارها ويتمنى أن يتخلص منهم ويخلو له وجه الشعب التعس الذى أسقطوه فى نفس هوة مبارك، حيث يطلب الأمن من سجّانه ويخرج نفس أرامل وأيتام نظام مبارك يتحدثون فى البرامج التليفزيونية بنفس السخافات التى كانوا يرددونها دفاعا عن مبارك وهجوما على الثورة، يرددونها اليوم دفاعا عن جنرال مبارك وهجوما على الثوار!
لكن ليست هذه هى المشكلة ولا حتى فى انفصامه عن الواقع وكذب تصريحاته، فأكاد يصيبنى الغثيان عندما أسمع تصريحات المجلس العسكرى التى تنكر أن عناصر عسكرية أطلقت الرصاص على متظاهرى مجلس الوزراء، رغم أن مصر كلها شهدت العساكر وهم يضربون ويعتدون ويتبولون ويطلقون الرصاص على المتظاهرين، لذلك حين يتمسك المجلس العسكرى بهذا الهراء الكذوب فإنه إما يعتبرنا شعبا من المغفلين والبُلَهَاء يمكن أن نصدق المجلس وإما أنه يعتبر نفسه مجلس خيال ظل لا يعرف ماذا يجرى فى بلده ولا يتحكم فيه!
إذن جنرال مبارك يقلد مبارك تماما فى إنكار الحقيقة وفى العناد والبطء.. والفشل!
فقد فشل المجلس العسكرى فى وضع خطة وجدول زمنى صارم لنقل السلطة، ويفشل فى استعادة الأمن، ويفشل فى الحفاظ على السياحة، ويفشل فى الاقتصاد، حتى إنه فى شهوره الميمونة وبذكائه السياسى الفذ وقدراته الاقتصادية الفائقة يأخذ مصر إلى الإفلاس!
بالذمة هؤلاء الذين يطلبون من المجلس العسكرى البقاء أو يطالبون الثوار بالتوقف عن نقد «العسكرى» أو يتحالفون معه ضد التيار الإسلامى ماذا رؤوا من هذا المجلس الهمام؟
هل أنهى البطالة؟ هل أصلح لكم مرتباتكم وأجوركم؟ هل أنهى الفوضى الأمنية والانفلات غير المسبوق الذى يعيث فيه اللصوص والخاطفون فى الأرض سرقة وخطفا؟ هل حافظ على السياحة وأعاد سائحا واحدا للبلد؟ هل أنقذ الاحتياطى النقدى الذى يستنزف العملة الصعبة؟ هل أعاد الانضباط للمرور وأنهى الزحمة؟ هل رفع أكوام الزبالة عن شوارع مصر؟ هل وفر لكم أنابيب البوتاجاز؟ هل أوقف ارتفاع الأسعار المجنون؟ هل قضى على الفتنة الطائفية؟ هل بث فى الشعب أملا؟ هل طمأن الناس على مستقبلهم؟ هل نجح حتى فى فض اعتصام أو مظاهرة دون ما يقتل المتظاهرين ويدهسهم بالمدرعات ويفضح نفسه فى العالم كله؟
فشل «العسكرى» فى كل شىء ما عدا نجاحه الساحق فى أن تكره الناس الثورة وسيرتها وثوارها وأن يفتح مصر طولا وعرضا ظَهرا وبطنا للأحزاب الدينية، حيث أطلق الأحزاب الدينية لتحكم البلد وتديرها كأنه ينتقم من القوى المدنية التى دعت للثورة وخلعت رئيسهم المفدَّى الذى اختارهم واحدا واحدا أعضاء فى المجلس العسكرى، وأبقى عليهم ومد فى خدمتهم وهو يعرف مدى كفاءتهم وإخلاصهم له، حتى بعد أن قرر التخلى عن السلطة فقد تخلى عنها لهم لأنه يعرفهم ويوقن بقدراتهم التى ستتكفل بالانتقام من الثورة! «هل هناك مؤتَمَن على وطنه يحوله إلى ساحة للحرب الدينية والطائفية ويجعل من الدين سلاحا فى الانتخابات إلا مجلس عسكرى يفشل فى الحكم أو ينتقم من الثورة ؟».


No comments:

Post a Comment