USATODAY.com News

Wednesday, April 6, 2011

د.أحمد خالد توفيق يكتب: من وحي السنجة



أرشيف الدستور
الحمدلله إذ خيب ظني في توابع الاستفتاء، لأنني توقعت أنه عند إعلان النتائج ستحدث اشتباكات بين معسكر نعم ومعسكر لا، ثم من مكان ما يظهر البلطجية الذين يحملون السنج ومية النار.. لا أعرف ما دورهم ولا من أين سيأتون، لكن لم يعد أحد يستغني عنهم هذه الأيام... حتى لو كان هناك مهرجان لتوزيع الدباديب على الأطفال فلسوف يظهر البلطجية الذين يحملون السنج ويستغيث الأهالي بالجيش .. صارت هذه القاعدة ...

نعم .. رأينا في الفترة السابقة عددًا هائلاً من السنج ، لكن ما يقلقني فعلاً هو السنج الفكرية والرقمية الموجودة في كل مكان هذه الأيام، وهي سنج لا تستطيع أن تبلغ الجيش عنها ولا تجدي بعض الغرز في علاج جراحها.

برغم أن عملية الاستفتاء تمت بسلاسة ونظام في معظم الأماكن، فإن هناك بوادر مقلقة: إعطاء الموضوع صبغة دينية بحيث صار من يقولون (لا) مجموعة من العصاة الآثمين، وصار قول (نعم) واجبًا دينيًا، وهو نوع من الابتزاز يمارس على شعب متدين، وقد قال الأخوان المسلمون – ومنهم أصدقاء أثق فيهم فعلاً - أنهم غير مسئولين عنه، وأدعو الله أن يكون الأمر كذلك.  وكما قال الكاتب الجميل بلال فضل: "غدًا ستكون الحملة من طراز: انتخب فلانًا لنصرة دينك". على فكرة أنا اخترت نعم لقناعاتي الخاصة، لكني احتفظت باحترامي العميق لمن قالوا لا، وأعرف أن بعضهم أكثر تدينًا مني بكثير.
من ضمن البوادر المقلقة كذلك ما حدث للبرادعي. إذا كان هذا قد حدث في استفتاء بسيط ودود، فماذا يمكن أن يحدث في انتخابات مجلس الشعب ؟.. أعتقد والله أعلم أن التواجد الأمني يجب أن يكون كثيفًا لأن الأمور لن تكون بهذه السلاسة، وبعد ما تمر الانتخابات بخير يمكننا الكلام عن قبول الرأي والرأي الآخر.

لسبب ما نال البرادعي قدرًا من الاعتداء والإهانات والشتائم لم ينله مبارك وأعوانه في حياتهم. منذ كان مبارك في الحكم والسنج الرقمية مشهرة ضد هذا الرجل تمزقه وتمزق أسرته وسمعته، ولا أعرف فعلاً ما الذي فعله .. هل سرق مصر وآثارها ؟.. هل نشر السرطان والفشل الكلوي ؟.. هل باع الغاز بملاليم لإسرائيل ؟.. هل أطلق الرصاص على المتظاهرين، أو سجن المعارضين في الأقبية واغتصبهم ؟.. بل فعل البردعي ألعن من هذا عندما هز الصدأ المتراكم فوق مصر فظهر المعدن البراق.. بشكل ما أعتبره الأب الشرعي لثورة يناير إذا أضفنا لهذا عوامل مساعدة مثل خالد سعيد وسيد بلال وثورة تونس وانتخابات مجلس الشعب الفاجرة. لهذا لم يغفروا له .. لهذا قرروا تمزيقه وتمزيق سمعته وشككوا في دينه، وفي النهاية قذفوه بالطوب وحرموه من حقه الطبيعي في الإدلاء بصوته..
الألعن هو تعليق كثير من الناس على ما حدث: "يستاهل .. أنا مش باحبه وهما عاوزين يفرضوه علينا !".. لماذا يستاهل ؟.. ماذا فعل لكم سوى انه أهداكم الحرية ؟.. ومن يحاول فرضه عليكم ؟. إنه مرشح كأي مرشح آخر، الرجل لا يعاني عشقًا لوسائل الإعلام أو هي ليست مغرمة به ..

أعتقد أن الحملة بدأت من أقبية أمن الدولة والحزب الوطني، لكن رجل الشارع تلقفها بحماس وغل غريبين يحتاجان إلى تحليل نفسي. رجل الشارع الذي يكتفي بثقافة (قالوا له)،يقال له إن البرادعي هو الذي تسبب في احتلال العراق، دون أن يكلف واحد منهم نفسه بأن يراجع ما قاله البرادعي قبل غزو العراق، عندما نفى بشكل قاطع أن لدى العراق أسلحة نووية.. ولهذا تكرهه الولايات المتحدة بجنون، لكن رجل الشارع أقنع نفسه بأن البرادعي قال العكس ...

يقال لرجل الشارع إن البرادعي يعيش في الخارج ولا يعرف مشاكلنا .. يا سلام .. وهل يعرف جمال مبارك مشاكلنا ؟.. وماذا عن غاندي الذي عاد من جنوب أفريقيا ليحرر الهند ؟.. وماذا عن نلسن مانديلا الذي ظل في السجن الانفرادي ثمانية عشرة عامًا ثم خرج ليحكم جنوب أفريقيا. ولكم من واحد لا يعرف أي شيء عنا برغم انه لم يغادر مصر يومًا. لكن الجميع نسوا أن البرادعي كان من أوائل من تكلموا .. وبهذا نضعه مع عبد الحليم قنديل وعلاء الأسواني وإبراهيم عيسى وجورج إسحق .. الذين تكلموا واستهدفوا مبارك شخصيًا وليس حكومته.

يقال لرجل الشارع إن البرادعي عميل ... أرجو أن تحضروا ما لديكم من وثائق لنبلغ النائب العام، ولا داعي لطريقة (ذكر هذا في ويكيليكس) المائعة ..
يقال لرجل الشارع إن البرادعي انتهازي جاء بعد نجاح الثورة ليركبها، معتمدين على قصر ذاكرته. البرادعي عاد في أسود أيام الثورة (جمعة الغضب) وحددت إقامته، وكان الوضع ملتبسًا ولا يمكن أن يجزم أحد بنجاح الثورة. أما عن شجاعته فما كان أسهل أن تصيبه رصاصة قناص أو يهوي بلطجي بثياب مدنية على رأسه بعصا .. هل نسيتم المعارض الفليبيني أكينو الذي اغتالوه في ذات لحظة هبوطه في المطار عائدًا إلى وطنه ؟ من يضمن للبرادعي ألا يحدث هذا له ؟

يقال لرجل الشارع إن زوج ابنة البرادعي مسيحي، ولا أعرف ماذا بوسع الرجل أن يفعله ليثبت أن زوج ابنته أسلم أكثر مما فعل ؟..
اعتدوا على البرادعي بمنتهى الوقاحة وقلة الأدب، كأنما كتب على مصر أن يعتدي أحقر ما فيها على أنبل ما فيها للأبد. جريدة نصابة كتبت : " لقن أهالي منطقة الزلزال في المقطم د. محمد البرادعي وابنته ومختار رشاد عضو مجلس الشعب المنحل درساً قاسياً عندما توجهوا إلي مدرسة الشيماء للإدلاء بأصواتهم. فوجيء الأهالي بالبرادعي يخرج مبالغ مالية لتوزيعها عليهم.. وطالبهم بالتصويت بلا.".. يوزع مالاً بأمارة إيه ؟.. لو كذبت فليكن كذبك مقنعًا .. وجريدة أخرى تقول إنه حاول تجاوز دوره في الطابور ! وجريدة تقول إن الشعب قال كلمته عندما رآه .. لو أن الشعب رأى حسني مبارك فلن يقذفه بالطوب، فماذا فعله البرادعي أسوأ مما فعله حسني مبارك ؟..

لسبب ما يكره البعض البرادعي بجنون، ولا أفهم السبب.  أحد كارهيه قال لي بالحرف (اصل شكله غلث) !.. ومعنى هذا أن الفنان أحمد حلمي هو انسب رئيس جمهورية ممكن. أحد المعلقين يقول:   "يارب زى ما نصرتنا على حسنى مبارك انقذنا من البرادعى وأعوانه الفاسدين المنافقين".  هكذا !.. كل ما عليك للخلاص منه أن تذهب لصناديق الاقتراع وتنتخب واحدًا آخر، لكن البعض لا يريد أن يرى البرادعي في الكون أصلاً.. تهمته هي البقاء على قيد الحياة !

الرجل ليس خطيبًا مفوهًا ولا يملك كاريزما واضحة، لكنه عقل راجح يزن بلدًا .. ويتمتع ببصر ثاقب ونفاذ رؤية لا شك فيهما، دعك من أنه نال ما يكفيه من مجد. هم يريدون أن يشتموه ويمزقوا سمعته، ولن ينجح أي منطق في جعلهم يتنازلون عن هذه الشهوة، كما لن ينجح أي منطق في إقناع كلبي بأن يتخلى عن العظمة التي يلتهمها. يبدو بالفعل أن هؤلاء الناس سيفوزون بعمرو موسى، فهم يستحقونه فعلاً..!

النقطة الثالثة المقلقة تتعلق بمن قالوا لا ، وانا أقولها لوجه الله وليس طلبًا للتوازن ومسك العصا من المنتصف كما سيخطر للبعض.  بدا واضحًا تمامًا أن من طالبوا بالديمقراطية يرفضون النتائج التي قادت لها الديمقراطية !.. هل ترفضون نتيجة الانتخاب لو جاءت عبر صناديق اقتراع شفافة ولم تتمش مع ما تريدون ؟.. هذا يذكرني عندما كنا نلعب البلي ونحن أطفال، فإذا خسرنا أعلننا أن لعب البلي حرام !.. للأسف بدت النغمة واضحة جدًا، وكان الهجوم على الإسلاميين عاتيًا في مقالات كثيرة، ليس لأنهم استعملوا شعارات دينية، بل لأن (نعمهم) فازت !.. لدرجة أن كاتبًا في جريدة الدستور قال إنهم "كذابون وضالون ومضللون، الإخوان المسلمون والسلفيون، ". قال أحد المعلقين: " شكلنا هنفضل بلد نعم للأبد , ثورة قامت وناس ماتت , و اتصابت , و برضه نعم".. كلام غريب ونسيان تام للموضوعية .. وهل الديمقراطية هي أن تقول لا بلا مبرر ؟... الديمقراطية هي أن تقول ما تؤمن به دون خوف، وتقبل النتائج.. وبالطبع كان رد الإسلاميين بنفس درجة العنف.
إما أن تقبل ثمار الديمقراطية مهما كانت، وتأمل في التصحيح الذاتي التلقائي (بشرط ألا يعبث أحد بالدستور)، وإما أن تعلن بصراحة أن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية وبالتالي يصير نظيف وعمر سليمان بعيدي النظر وعبقريين !

نعم .. لم يكن يوم الاستفتاء مطمئنًا جدًا، ولعل الله تعالى يثبت أنني مخطئ. للحديث بقية ..

ومازلنا مع السنج بأنواعها سواء ما كان منها مصنوعًا من حديد أم مصنوعًا من أفكار. عرفنا سنج البلطجية التي صارت عادة؛ وهذا اضطر المواطن العادي إلى أن يحمل سنجته الخاصة.. أذكر اللجان الشعبية في شارعنا، عندما نزلت مع ابني ليلاً حاملاً الشاكوش، فأثار رعبي كم السنج والسيوف التي كانت في المنطقة والتي يحملها مواطنون غاية في الاحترام .. سوف يذكر التاريخ لمبارك أنه جعل الشعب المصري كله يحمل السنجة للدفاع عن نفسه.
تعبت أعصاب المواطن المصري بعد فترة طويلة حقًا من التوتر والتحفز والانتظار، مع لعبة الأعصاب التي عابثه بها مبارك في ثلاثة خطابات متوالية حرص على أن تكون مخيبة للأمل. تعبت أعصاب المواطن المصري وهو يسمع عن هروب المساجين واقتحام البلطجية لكل مكان تقريبًا. تعبت أعصاب المواطن المصري وهو يرى الخيول والجمال تفرق صفوف المتظاهرين في التحرير. تعبت أعصاب المواطن المصري وهو يسمع ربات البيوت يصرخن عبر وسائل إعلام أنس الفقي.  تعبت أعصاب المواطن المصري وهم يحذرونه من اختطاف الثورة، ومن السلفيين الذين يقطعون الآذان، ومن لعبة صفوت بيه التي سيعود بها الحزب الوطني ليحكمنا. تعبت أعصاب المواطن المصري وهو يرى ذلك التباطؤ الغريب في استرداد أموالنا المنهوبة، وفي عقاب أسماء بعينها يعرف الجميع أنها مسئولة عن كل شيء.
هذا التوتر العصبي أورث الشخصية المصرية عنفًا وعصبية لا شك فيهما. وهذا واضح في كل مكان.. يمكنك في أية شركة أو مصلحة ان تجد أن المدير سجين مكتبه بسبب المظاهرات الغاضبة ويطلب الجيش لإنقاذه، وفي المستشفيات كثيرًا ما يبدأ أقارب المريض بضرب الطبيب والممرضات خاصة أنه لا توجد شرطة. المظاهرات الفئوية في كل مكان، حتى اضطر الأطباء المقيمون في مستشفاي لصرف العلاج للمرضى بأنفسهم. يكفي أن تدخل على الإنترنت لتجد الحدة البالغة في المناقشة مع الكثير من السباب. الكل يشتم بلا توقف ويتهم كل من يختلف معه بالعمالة أو الجبن أو الحمق. هناك علامة استفهام تحوم حول كل إنسان حتى عصام شرف نفسه الذي جاء من قلب التحرير وحملوه فوق الأعناق، بدأ الكثيرون يهاجمونه .. والسبب هو الأعصاب المشدودة التي تشعر أن الثورة في منعطف شديد الخطورة .. لاشك في هذا ..
لم أر في قولة نعم وقولة لا سوى طريقتين لفهم الأمور، والأمر لا يختلف – كما قال المناضل حمدين صباحي  – عن الذهاب للإسكندرية عبر الطريق الصحراوي أو الزراعي. لكن سيل المقالات التي كتبها من قالوا (نعم) يوحي بأنهم أنقذوا هوية هذا البلد الإسلامية، ومقالات من قالوا (لا) كلها تحمل نغمة (سترون يا جهلة .. خلاص البلد ضاعت ولا حول ولا قوة إلا بالله). والأغرب أن أحدهم دعا لمظاهرة مليونية تقول (لا) قبل الاستفتاء !.. ألم تكن تحارب من أجل استفتاء عادل شفاف ؟.. لماذا تتظاهر قبله ؟
منذ البداية نحن نثق بالجيش الذي اختار الشعب منذ البداية، ويكفي أن تنظر إلى ليبيا واليمن لتدرك كارثة ألا ينضم الجيش للجماهير. لقد حقن الجيش دماء المصريين وأنقذ البلاد من كارثة، وفي الآن ذاته كان بوسعه في أية لحظة أن يستولي على السلطة، ويظهر جنرال ليعلن ان البلاد مرت بحقبة من الفوضى مما اضطر الجيش للسيطرة على الأمور وفرض الأحكام الفرعية .. منذ البداية أظهر الجيش زهدًا في السلطة، ويسعدني أن أعرف إنه يتوق فعلاً للعودة لثكناته تاركًا إعزازًا أبديًا في قلب كل مصري، لكنه برغم كل شيء يصر على عدم إزالة علامات الاستفهام الكثيرة.
لقد مرت الثورة بأيام سوداء مثل موقعة الجمل .. لكن على الأقل كانت الأمور وقتها واضحة : نحن وهُم ... اليوم لم يعد واضحًا من هُم ومن نحن .... كثيرون من (هُم) تحولوا إلى (نحن).. وكثيرون من (نحن) صاروا أقرب لـ (هُم). وتقديري أن الثورة تُقاد إلى منعطف إجباري أرجو ألا يكون الصدام مع الجيش. المظاهرات الفئوية أرغمت الجيش على منع الاعتصام وازداد عنفًا .. بالتالي نحن فقدنا نقطة مهمة . دعك من أن الاستفتاء الأخير نجح في شق الصفوف إلى حد ما.. مع عودة الوجه القبيح للفتنة الطائفية والكلام المتكرر عن أحداث قام بها السلفيون الذين يصرون على إنكار أنهم فعلوا ذلك ..الإصرار على عدم محاكمة الرباعي الشيطاني يؤيد نظريتي القديمة – التي لم أكن أستطيع نشرها -  أن هؤلاء كانوا رئيس الجمهورية الفعلي، بينما مبارك (رجل بركة) يعطونه حقنًا منشطة ليظهر أمام الإعلام ويقول ما يقول، ثم يعود للنوم ... معنى عدم المساس بهؤلاء أن رئيس الجمهورية السابق ما زال موجودًا ويحكم ...أليس هذا مقلقًا بما يكفي ؟
 في أول أسبوعين من نجاح الثورة تابعت في صحف محترمة أخبار التحقيق مع العادلي (الذي كان يتم يوميًا في التجمع الخامس بعد منتصف الليل، وقال فيه إن لديه أسرارًا رهيبة وتكلم عن غرفة جهنم في الحزب الوطني). بعد هذا أعلن العادلي أنه لم يجر معه أي تحقيق !.. التحقيق الحقيقي بدأ بعد هذا. تم تجميد أموال مبارك عشرين مرة تقريبًا، وخوطبت دول أجنبية مرارًا .. ثم بعد هذا نكتشف مؤخرًا أن بريطانيا وسويسرا مندهشتان لأن الحكومة المصرية لم تطلب تجميد أموال مبارك وأسرته !. كل خبر يتم إنكاره بعد ثلاثة أيام، وثروة السبعين مليارًا تتحول إلى ثلاثة مليارات بمعجزة ما .. السعودية أجرت صفقة لمنع محاكمة مبارك .. ثم .. لا صحة لهذا الكلام .. ضباب خبري تام يحيطونك به فلا تدرك أي شيء .. هل تتوقع أن تكون الناس أقل عصبية ؟
دعك من بطء التقاضي حيث يتم تأجيل قضايا بالغة الأهمية كهذه بالشهور. أعرف أن مكتب النائب العام يوشك على الانفجار من كثرة البلاغات، لكن الأمر يطول بلا توقف .. في كل يوم نبأ عن إحالة بلاغ كذا وكذا للنائب العام وأوراق فلان وفلان للكسب غير المشروع . كل يوم . كل يوم .. حتى لم يعد أحد يهتم بهذه الأخبار لكن البطء يمكن أن يجعل شمعة الحقيقة تذوب تمامًا. قيل مثلاً إن القناصة الذين قتلوا أبناءنا كانوا يحملون بنادق ليزر لا يوجد مثلها لدى الداخلية !.. هذا سيقودهم للزعم أن من أطلق الرصاص على المتظاهرين جاسوس أجنبي.. وغير هذا كثير ودهاليز القانون متشعبة وصعبة.
وما يزيد الأمور تعقيدًا ان بعض الأطراف تشغل النائب العام بمواضيع شبه منتهية، مثل أن (مبارك) قتل السادات. غريب جدًا أن تدبر حادث اغتيال بالبنادق الآلية، ثم تجلس جوار الضحية لحظة الهجوم وأنت وحظك !.. وكأن الرصاص سينتقي هدفه. أعتقد أن من قرأ كتاب (اغتيال رئيس) لعادل حموده سيجد أن الأمور واضحة كالشمس. مبارك كان رئيسًا فاسدًا لكن لا يجب أن يكون هو قاتل السادات كذلك !. لدى النائب العام ما يكفيه من مشاكل فلا وقت لهواة الظهور الإعلامي ونظريات المؤامرة ..
النتيجة – كما يراها الجميع بعد شهرين من رحيل مبارك تقريبًا – هي أن جمال مبارك وصفوت الشريف وزكريا عزمي ومبارك وكل الإعلاميين الذين تلاعبوا بالناس موجودون... الحزب الوطني لم يُحل بعد. لهذا يشعر الجميع بالتوتر .. التوتر الذي لم يشعروا به وهم يقفون في البرد مسلحين بالسكاكين يتوقعون هجوم البلطجية، ولم يشعروا به وهم في التحرير ينتظرون رصاص القناصة في الجباه .. أعتقد أنهم كانوا أكثر هدوءًا وأسعد حالاً...
ما زلت متفائلاً .. لا أعتقد أن (صفوت بيه) قد ربح في النهاية، وأنه جالس الآن يضحك مع (جمال بيه) ساخرين من 85 مليون مصري  .. لا أعتقد ذلك لكني أتوقع أن يتزايد العنف ما لم يظفر الشعب بما مات أبناؤه من أجله.. الأوراق في يد الجيش كلها، بينما لدى الناس ورقة واحدة: التحرير.. لكن بشكل لا يعطل عجلة العمل..

وللحديث بقية ............http://dostor.org/opinion/11/march/22/38647

No comments:

Post a Comment