USATODAY.com News

Tuesday, March 22, 2011

سقوط الخلافة







امتدت الخلافة العثمانية زماناً ومكاناً فتوسعت رقعتها على مدار عدة قرون لتشمل أجزاء كبيرة من القارات الثلاث أسيا وأوروبا وإفريقيا بعد سلسلة من الفتوحات الإسلامية، وهو الأمر الذي أزعج الكثير من الدول الأوروبية والتي سعت بكامل طاقتها لتحجيم الزحف والتوسع الإسلامي، وبالفعل دب الضعف في أركانها وبدأ الانهيار تدريجياً حتى كان السقوط، هذا الحدث الذي هز الأمة الإسلامية، فأعلن مصطفى كمال أتاتورك إلغاء الخلافة عام 1924م لتحل محلها الدولة العلمانية وتفرض هيمنتها على تركيا.

ونذكر هنا قصيدتين لأحمد شوقي الأولى والتي تبرأ منها بعد ذلك كتبها ليمدح بها أتاتورك ويشبهه بخالد بن الوليد عقب انتصاراته التي حققها على الجيش اليوناني والقوات البريطانية بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، والتي ظهر من خلالها أتاتورك كبطل يحمل راية الخلافة الإسلامية وذلك قبل أن ينكشف وجهه العلماني وسعيه من أجل إسقاط الخلافة وقال شوقي في مطلعها:
الـلَهُ أَكـبَرُ كَـم فـي الـفَتحِ مِـن عَـجَبٍ
يــا خـالِـدَ الـتُـركِ جَــدِّد خـالِـدَ الـعَرَبِ
صُــلـحٌ عَـزيـزٌ عَـلـى حَــربٍ مُـظَـفَّرَةٍ
فَالسَيفُ في غِمدِهِ وَالحَقُّ في النُصُبِ
يـا حُـسنَ أُمـنِيَّةٍ في السَيفِ ما iiكَذَبَت
وَطـيـبَ أُمـنِـيَّةٍ فــي الــرَأيِ لَـم تَـخِبِ
خُـطـاكَ فـي الـحَقِّ كـانَت كُـلُّها iiكَـرَماً
وَأَنــتَ أَكـرَمُ فـي حَـقنِ الـدَمِ iiالـسَرِبِ
 
أما القصيدة الثانية فهي واحدة من القصائد الهامة نظمها شوقي عقب سقوط الخلافة العثمانية، هذه القصيدة التي صب بها كامل انفعاله وحزنه وقال فيها:
عـادَت أَغـاني الـعُرسِ رَجـعَ iiنُواحِ
وَنُــعـيـتِ بَــيــنَ مَــعـالِـمِ iiالأَفـــراحِ
كُـفِّـنـتِ فـــي لَـيـلِ الـزَفـافِ iiبِـثَـوبِهِ
وَدُفِــنــتِ عِــنــدَ تَــبَـلُّـجِ iiالإِصــبـاحِ
شُـيِّـعتِ مِــن هَـلَـعٍ بِـعَـبرَةِ iiضـاحِكٍ
فـــي كُـــلِّ نـاحِـيَـةٍ وَسَـكـرَةِ iiصــاحِ
ضَــجَّــت عَــلَـيـكِ مَـــآذِنٌ iiوَمَـنـابِـرٌ
وَبَــكَــت عَــلَـيـكَ مَـمـالِـكٌ iiوَنَـــواحِ
الــهِـنـدُ والِــهَــةٌ وَمِــصـرُ حَـزيـنَـةٌ
تَــبـكـي عَــلَـيـكِ بِــمَـدمَـعٍ iiسَــحّـاحِ
وَالـشـامُ تَـسـأَلُ وَالـعِراقُ iiوَفـارِسٌ
أَمَـحـا مِــنَ الأَرضِ الـخِـلافَةَ iiمـاحِ
وَأَتَــت لَــكَ الـجُمَعُ الـجَلائِلُ iiمَـأتَماً
فَــقَـعَـدنَ فــيــهِ مَــقـاعِـدَ iiالأَنـــواحِ
يـــــا لَــلــرِجـالِ لَــحُــرَّةٍ مَــــوؤودَةٍ
قُــتِــلَـت بِــغَـيـرِ جَــريــرَةٍ وَجُــنــاحِ
إِنَّ الَّـذيـنَ أَسَــت جِـراحَـكِ iiحَـربُهُم
قَـتَـلَـتـكِ سَـلـمُـهُـم بِــغَـيـرِ iiجِــــراحِ
هَـتَـكـوا بِـأَيـديـهِم مُــلاءَةَ iiفَـخـرِهِم
مَـــوشِــيَّــةً بِــمَــواهِــبِ الــفَــتّــاحِ
نَـزَعـوا عَــنِ الأَعـناقِ خَـيرَ iiقِـلادَةٍ
وَنَـضَوا عَـنِ الأَعطافِ خَيرَ iiوِشاحِ
حَـسَـبٌ أَتــى طــولُ الـلَـيالي iiدونَــهُ
قَـــد طـــاحَ بَــيـنَ عَـشِـيَّةٍ iiوَصَـبـاحِ
وَعَـلاقَـةٌ فُـصِـمَت عُــرى أَسـبـابِها
كـــانَـــت أَبَـــــرَّ عَـــلائِــقِ الأَرواحِ
جَـمَعَت عَـلى الـبِرِّ الحُضورَ iiوَرُبَّما
جَــمَـعَـت عَـلَـيـهِ سَــرائِـرَ الــنُـزّاحِ
نَظَمَت صُفوفَ المُسلِمينَ وَخَطوَهُم
فــــي كُـــلِّ غَـــدوَةِ جُـمـعَـةٍ وَرَواحِ
بَـكَـتِ الـصَـلاةُ وَتِـلـكَ فِـتـنَةُ iiعـابِثٍ
بِـالـشَـرعِ عِـربـيدِ الـقَـضاءِ iiوَقــاحِ
أَفــتــى خُـزَعـبِـلَـةً وَقـــالَ ضَــلالَـةً
وَأَتـــى بِـكُـفـرٍ فـــي الــبِـلادِ iiبَــواحِ
إِنَّ الَّــذيـنَ جَـــرى عَـلَـيـهِم فِـقـهُـهُ
خُــلِـقـوا لِــفِـقـهِ كَـتـيـبَـةٍ iiوَسِــــلاحِ
إِن حَـدَّثـوا نَـطَـقوا بِـخُـرسِ كَـتـائِبٍ
أَو خـوطِـبوا سَـمِـعوا بِـصُـمِّ iiرِمـاحِ
أَسـتَـغـفِرُ الأَخـــلاقَ لَـسـتُ بِـجـاحِدٍ
مَـــن كُــنـتُ أَدفَــعُ دونَــهُ iiوَأُلاحــي
مــالــي أُطَــوِّقُـهُ الــمَـلامَ وَطـالَـمـا
قَــلَّـدتُـهُ الــمَـأثـورَ مِـــن iiأَمــداحـي
هُــوَ رُكــنُ مَـمـلَكَةٍ وَحـائِـطُ iiدَولَــةٍ
وَقَــريـعُ شَـهـبـاءٍ وَكَــبـشُ iiنِــطـاحِ
أَأَقــولُ مَــن أَحـيـا الـجَماعَةَ مُـلحِدٌ
وَأَقـــولُ مَــن رَدَّ الـحُـقوقَ iiإِبـاحـي
الــحَـقُّ أَولــى مِــن وَلِـيِّـكَ iiحُـرمَـةً
وَأَحَــــقُّ مِــنــكَ بِــنُـصـرَةٍ iiوَكِــفـاحِ
فَـاِمدَح عَـلى الـحَقِّ الرِجالَ iiوَلُمهُم
أَو خَـــلِّ عَــنـكَ مَــواقِـفَ iiالـنُـصّاحِ
وَمِــنَ الـرِجالِ إِذا اِنـبَرَيتَ لِـهَدمِهِم
هَــــرَمٌ غَــلـيـظُ مَـنـاكِـبِ iiالـصُـفّـاحِ
فَـــإِذا قَــذَفـتَ الــحَـقَّ فــي iiأَجــلادِهِ
تَــرَكَ الـصِراعَ مُـضَعضَعَ iiالأَلـواحِ
أَدّوا إِلـى الـغازي النَصيحَةَ يَنتَصِح
إِنَّ الــجَــوادَ يَــثـوبُ بَــعـدَ iiجِــمـاحِ
إِنَّ الـغُـرورَ سَـقى الـرَئيسَ بِـراحِهِ
كَـيـفَ اِحـتِـيالُكَ فـي صَـريعِ iiالـراحِ
نَـقَـلَ الـشَـرائِعَ وَالـعَـقائِدَ iiوَالـقُـرى
وَالـنـاسَ نَـقـلَ كَـتـائِبٍ فــي iiالـساحِ
تَــرَكَـتـهُ كَـالـشَـبَـحِ الـمُـؤَلَّـهِ أُمَّـــةٌ
لَـــم تَــسـلُ بَــعـدُ عِــبـادَةَ الأَشـبـاحِ
هُـــم أَطـلَـقـوا يَــدَهُ كَـقَـيصَرَ iiفـيـهُم
حَــتّــى تَــنـاوَلَ كُـــلَّ غَــيـرِ iiمُــبـاحِ
غَــرَّتـهُ طـاعـاتُ الـجُـموعِ وَدَولَــةٌ
وَجَــدَ الـسَـوادُ لَـها هَـوى الـمُرتاحِ
وَإِذا أَخَــــذتَ الـمَـجـدَ مِـــن iiأُمِّــيَّـةٍ
لَـــم تُــعـطَ غَــيـرَ سَــرابِـهِ الـلَـمّاحِ
مَــــن قــائِــلٌ لِـلـمُـسـلِمينَ iiمَـقـالَـةً
لَـــم يـوحِـهـا غَـيـرَ الـنَـصيحَةِ iiواحِ
عَــهــدُ الــخِـلافَـةِ فِــــيَّ أَوَّلُ iiذائِـــدٍ
عَـــن حَـوضِـهـا بِـبَـراعَـةٍ iiنَــضّـاحِ
حُــبٌّ لِــذاتِ الـلَـهِ كــانَ وَلَــم يَــزَل
وَهَـــوىً لِــذاتِ الـحَـقِّ iiوَالإِصــلاحِ
إِنّــي أَنــا الـمِـصباحُ لَـستُ iiبِـضائِعٍ
حَــتّـى أَكـــونَ فَــراشَـةَ iiالـمِـصباحِ
غَــــزَواتُ أَدهَــــمَ كُـلِّـلَـت iiبَــذَوابِـلٍ
وَفُــتــوحُ أَنـــوَرَ فُـصِّـلَـت بِـصِـفـاحِ
وَلَّـــت سُـيـوفُـهُما وَبـــانَ iiقَـنـاهُـما
وَشَــبـا يَــراعـي غَــيـرُ ذاتِ بَــراحِ
لا تَــبـذُلـوا بُــــرَدَ الــنَـبِـيِّ لِــعـاجِـزٍ
عُـــــزُلٍ يُـــدافِــعُ دونَــــهُ بِــالــراحِ
بِـالأَمسِ أَوهـى الـمُسلِمينَ iiجِراحَةً
وَالــيَــومَ مَـــدَّ لَــهُـم يَـــدَ الــجَـرّاحِ
فَـلـتَـسـمَـعُنَّ بِـــكُــلِّ أَرضٍ داعِــيــاً
يَــدعـو إِلـــى الــكَـذّابِ أَو لِـسَـجاحِ
وَلــتَـشـهَـدُنَّ بِـــكُــلِّ أَرضٍ iiفِــتــنَـةً
فـيـهـا يُــبـاعُ الــديـنُ بَـيـعَ iiسَـمـاحِ
يُـفـتى عَـلـى ذَهَــبِ الـمُعِزِّ iiوَسَـيفِهِ
وَهَـوى الـنُفوسِ وَحِـقدِها iiالمِلحاحِ
المصدر :شبكه الاعلام العربيه 

No comments:

Post a Comment